ذاكرتك في خطر.. دراسة تكشف كيف تدمر قلة النوم خلايا المخ وتؤثر على الذاكرة

كشفت دراسات علمية حديثة عن تأثير خطير للسهر وقلة النوم على صحة الدماغ، مؤكدة أن هذه العادة الشائعة قد تؤدي إلى تلف تدريجي في خلايا المخ وتدهور القدرة على التذكر. هذا لا يمثل مجرد عادة مؤذية، بل خطر حقيقي يهدد وظائف عقلك، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض عقلية خطيرة مع التقدم في العمر.

كيف يدمر السهر قدراتك المعرفية؟

يُعتبر السهر وقودًا لإضعاف الوظائف المعرفية الأساسية، حيث يؤثر بشكل مباشر على قدرة الدماغ على التفكير والتركيز وتخزين الذكريات. أظهرت دراسة نشرت في “Nature Neuroscience” أن قلة النوم تضعف بشكل ملحوظ قدرة الخلايا العصبية على التواصل بفعالية. يؤدي هذا الضعف إلى بطء ملحوظ في التفكير وصعوبة في التركيز، مما يؤثر على الأداء اليومي والإنتاجية.

بالإضافة إلى ذلك، يعطل السهر المزمن الآلية الطبيعية لتثبيت الذكريات في الدماغ. تتسبب هذه العملية المعطلة في نسيان سريع للمعلومات وتدهور تدريجي في القدرة على استدعاء الذكريات. يصبح من الصعب تذكر التفاصيل المهمة، سواء في العمل أو الحياة الشخصية، مما يؤثر سلبًا على جودة الحياة.

اقرأ أيضًا: يا خبر بفلوس.. مكون واحد فقط يضاعف كمية الكفتة ويوفر ميزانية بيتك

أضرار السهر الخفية: سموم وانكماش في الدماغ

لا يقتصر تأثير السهر على الوظائف المعرفية فحسب، بل يمتد ليشمل تغييرات جسدية خطيرة داخل الدماغ نفسه. وفقًا لأبحاث من جامعة روشستر الأمريكية، يلعب النوم دورًا حيويًا في تنظيف الدماغ من السموم المتراكمة خلال اليقظة. عندما يسهر الشخص ويحرم دماغه من النوم الكافي، تتراكم هذه السموم، مثل بروتين بيتا أميلويد، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور مرض الزهايمر.

وعلاوة على ذلك، كشفت دراسات أخرى عن تأثير أكثر إثارة للقلق يتمثل في انكماش حجم المخ. بيّنت الأبحاث أن الأفراد الذين ينامون أقل من ست ساعات بانتظام يعانون من تقلص واضح في مناطق مهمة من الدماغ. هذه المناطق مسؤولة عن التفكير المعقد، والذاكرة العاملة، والانتباه، مما يؤثر على القدرات الذهنية الشاملة بمرور الوقت.

السهر: طريقٌ مختصر نحو أمراض الشيخوخة العقلية والزهايمر

يُعد السهر عامل خطر رئيسيًا يزيد من احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض العقلية مع التقدم في العمر. تتراوح هذه الأمراض من اضطرابات المزاج إلى حالات التنكس العصبي الأكثر خطورة. النوم الكافي يعمل كدرع واقٍ يحصن الدماغ ضد التدهور المرتبط بالشيخوخة، بينما تقوض قلة النوم هذه الحماية تدريجيًا.

اقرأ أيضًا: رسمياً.. محمد نور يعلن تفاصيل ألبوم “وريني” بـ 6 أغنيات

وفي السياق نفسه، أكدت أبحاث حديثة من جامعة كاليفورنيا أن السهر المزمن لا يزيد فقط من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، بل يُسرّع أيضًا من ظهور التغيرات الدماغية المرتبطة بهذا المرض المدمر. يحفز الحرمان من النوم تراكم البروتينات الضارة التي تؤدي إلى تلف الخلايا العصبية، مما يمهد الطريق لظهور أعراض الزهايمر في سن مبكرة. لذا، للحفاظ على ذاكرة قوية وعقل سليم، احرص على الحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم يوميًا بشكل منتظم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *