تمكن الفرنسيون أخيراً من استعادة متعة السباحة في نهر السين بقلب باريس، وذلك بعد قرن من حظرها منذ عام 1923. افتتحت السلطات ثلاثة حمامات سباحة خارجية مجهزة، بهدف تحسين جودة الحياة في العاصمة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة المتوقع. هذا الإنجاز جاء تحت إشراف دقيق، وسيتيح للجميع الاستمتاع بمياه النهر مجدداً.
عودة السباحة لنهر السين بعد 100 عام
بعد مرور عام على إتاحة السباحة للرياضيين الأولمبيين تحت رقابة مشددة، بات بإمكان عموم الفرنسيين إعادة اكتشاف متعة السباحة في نهر السين. تعود هذه الخطوة التاريخية بعد حظر دام تسعة وتسعين عاماً، حيث مُنعت السباحة في النهر منذ عام 1923 لأسباب تتعلق بالجودة والسلامة العامة. يمثل هذا التطور علامة فارقة في تاريخ النهر والعاصمة الفرنسية.
مرافق جديدة لتحسين جودة الحياة في باريس
تجسيداً لهذه العودة، أنشأت السلطات الباريسية ثلاثة حمامات سباحة خارجية حديثة في مواقع استراتيجية. يقع أحد هذه الحمامات مقابل جزيرة البجع بالقرب من برج إيفل الشهير، فيما يقع آخر بجوار كاتدرائية نوتردام التاريخية. أما الحوض الثالث، فيوجد مقابل المكتبة الوطنية الفرنسية، مما يوفر خيارات متعددة للسباحين.
صرحت عمدة باريس، آن هيدالغو، بأن هذه الحمامات المائية تمثل محاولة جادة لرفع مستوى جودة الحياة داخل العاصمة الفرنسية. جاء هذا القرار استجابةً للارتفاع المتوقع في درجات الحرارة خلال فصل الصيف، والذي يعد نتيجة مباشرة لتغير المناخ العالمي وتأثيراته المتزايدة على المدن.
شروط وإجراءات الاستمتاع بمياه السين
وفقاً لبيان صادر عن بلدية باريس، توفر حمامات السباحة الجديدة غرفاً مخصصة لتغيير الملابس، كما يشرف عليها فريق من رجال الإنقاذ المؤهلين لضمان سلامة الجميع. بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه المرافق مساحات واسعة لحمامات الشمس، مما يتيح للزوار الاسترخاء والاستمتاع بالأجواء الصيفية على ضفاف النهر.
تتيح هذه التجربة الفريدة دخولاً مجانياً للجميع، ولكن بشروط محددة تضمن سلامة المستفيدين. يُسمح فقط للأشخاص القادرين على السباحة بالدخول، وذلك لتجنب أي مخاطر محتملة. كما ستظل حمامات السباحة مفتوحة طوال فصل الصيف، لتكون متنفساً حيوياً لسكان وزوار باريس.
أكد البيان على أهمية المراقبة المستمرة لجودة مياه النهر، حيث يغوص السباحون بشكل مباشر فيها. هذا الإجراء يضمن التزام السلطات بأعلى معايير النظافة والسلامة الصحية للمياه، وهو عامل حاسم لنجاح هذا المشروع الطموح. علقت وزيرة الرياضة الفرنسية، ماري بارساك، على هذه المبادرة عند الإعلان عنها في مايو الماضي، قائلةً: “يجب أن يتمكن الجميع من السباحة في نهر السين بدءاً من هذا الصيف”. تعكس هذه التصريحات الالتزام الحكومي بتوفير فرص ترفيهية صحية ومستدامة للمواطنين.