سجلت آبل نموًا ملحوظًا في مبيعات هواتف آيفون بالسوق الصينية خلال الربع الثاني من عام 2025، وذلك للمرة الأولى منذ عامين، حسب تقرير أولي لـ Counterpoint Research. قفزت مبيعات آبل 8% سنويًا بدعم من التخفيضات والعروض القوية، بالإضافة إلى برامج الدعم الحكومية التي ساهمت في تعزيز الأداء في سوق الهواتف الذكية الأكبر عالميًا.
قفزت مبيعات آبل بنسبة 8% على أساس سنوي، رغم التباطؤ العام الذي تشهده السوق الصينية. جاء هذا النمو مدعومًا بشكل كبير بالتخفيضات والعروض الترويجية المكثفة التي استهدفت طرازي iPhone 16 Pro وiPhone 16 Pro Max الفاخرين. كما ساهمت برامج الدعم الحكومية التي طُبقت خلال شهر مايو في تحفيز المستهلكين على الشراء، مما عكس تأثيرًا إيجابيًا مباشرًا على أداء الشركة.
المنافسة الشرسة تحكم السوق الصينية
بالرغم من الأداء الجيد لشركة آبل، لا تزال المنافسة شرسة للغاية في السوق الصينية، حيث تحتل هواوي الصدارة. سجلت هواوي ارتفاعًا مذهلاً بنسبة 12% على أساس سنوي، مما عزز مكانتها كالعلامة التجارية الأولى من حيث الحصة السوقية في هذا الربع.
أما شركة فيفو، فقد احتلت المركز الثاني في السوق الصينية، على الرغم من تسجيل تراجع في مبيعاتها بنسبة 9% مقارنة بالعام الماضي. في المقابل، جاءت آبل في المركز الثالث من حيث حصتها السوقية، مما يؤكد التحديات الكبيرة التي تواجهها في بيئة تنافسية كهذه. يعكس نجاح هواوي حجم المنافسة الشديدة التي تواجهها آبل في الصين، حيث يعتمد العملاق الصيني على ولاء قاعدة مستخدميه الذين يستبدلون أجهزتهم القديمة بأحدث طرازات هواوي، ما ساعده في التوسع على حساب آبل.
استراتيجية آبل الجديدة: آيفون 16e ودعم الحكومة
ساهم إطلاق آبل لهاتف iPhone 16e، وهو طراز منخفض التكلفة نسبيًا، في جذب شريحة واسعة من المستخدمين من سوق الهواتف المتوسطة. هذا الطراز سمح للشركة بالتوسع بفعالية خارج حدود الفئة الفاخرة المعتادة لديها، وفتح لها آفاقًا جديدة في السوق الصينية.
وفي ظل تباطؤ الاقتصاد الصيني، أصبح المستهلكون أكثر حذرًا تجاه إنفاقهم على الأجهزة عالية السعر. لذا، لعب الدعم الحكومي والعروض التنافسية القوية دورًا حاسمًا في دعم مبيعات جميع الشركات المصنعة للهواتف الذكية في هذا السوق شديد الأهمية.
تحديات الابتكار ومستقبل آبل في الصين
رغم نجاح آبل في تحقيق نمو ملحوظ هذا الربع، يبقى التحدي الأكبر أمامها هو مواكبة الابتكار الذي تقدمه الشركات المحلية الصينية. مع طرازات مثل Vivo X200 Ultra وHuawei Mate XT، يبدو أن هواوي ومنافسيها المحليين يواصلون تقديم تقنيات متطورة وميزات رائدة تجذب المستهلكين بقوة.
في المقابل، يُنظر إلى آبل على أنها تباطأت في وتيرة ابتكاراتها مؤخرًا، وهو ما قد يهدد حصتها السوقية ومكانتها المستقبلية في الصين. مع استمرار المنافسة وضغط السوق، سيكون على آبل إعادة التفكير بشكل جذري في استراتيجياتها المحلية لضمان قدرتها على الحفاظ على موقعها الريادي في أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم.