انطلق أمس «المخيم الصيفي 2025» بموسمه الثالث في دبي، بتنظيم «فرجان دبي» و«خدمة الأمين»، مستهدفاً نحو 600 طفل وطفلة بأعمار 5 إلى 15 عاماً. يركز المخيم، الذي يستمر حتى 24 الجاري بمدارس الخوانيج والبرشاء، على تنمية مهارات الأطفال الفنية والحياتية وغرس التقاليد الأصيلة.
أهداف المخيم الصيفي ومشاركة واسعة
يهدف المخيم إلى تنمية مهارات الأطفال الفنية والحياتية، وتعريفهم بتقاليدهم الأصيلة. يشرف مواهب إماراتية متخصصة على الأنشطة، وتُقام الفعاليات في مواقع قريبة من منازل الأطفال، ما يضمن بيئة تعليمية محفزة ومريحة. يدعم هذا التوجه التنمية الشاملة لشخصية الطفل.
مديرة فرجان دبي، علياء الشملان، أكدت أن المخيم فرصة مثالية للأسر لاستغلال وقت إجازة أبنائهم، ويوفر بيئة جذابة ومناسبة لهم. أشارت الشملان إلى أن المخيم يسعى لتحقيق أربعة أهداف رئيسة: إيجاد متنفس ممتع للأطفال، وتوفير التكاليف على الأهالي بأسعار رمزية مدعومة حكومياً، وترفيه الأطفال عبر تعليمهم مهارات فنية ورياضية على يد مواهب إماراتية شابة، فضلاً عن تعريفهم بعاداتهم وإحياء الموروث الشعبي.
علياء الشملان أضافت أن النجاح المتحقق بالتعاون مع «خدمة الأمين» خلال العامين الماضيين دفع لإطلاق الموسم الثالث بمشاركة أوسع. يشمل هذا الموسم 600 طفل يصاحبهم إقامة 600 ورشة عمل متنوعة. كما يتضمن الجانب الترفيهي 16 رحلة ميدانية، يشارك فيها نحو 90 متطوعاً لدعم الفعاليات وضمان سلاسة التنظيم.
برامج نوعية وورش عمل مبتكرة
المشرف العام على «خدمة الأمين»، عمر الفلاسي، صرح بأن المخيم الصيفي يمثل فرصة مهمة لتدريب الأطفال على المهارات الحياتية. يؤكد الفلاسي على أهمية استغلال أوقات الفراغ في العطلة الصيفية من خلال إشراك الأطفال في أنشطة وبرامج وفعاليات هادفة. تعكس مشاركة «خدمة الأمين» ورعايتها للمخيم سنوياً التزامها الراسخ بالمسؤولية المجتمعية.
عمر الفلاسي أوضح أن المخيم الصيفي يعد منصة فاعلة لتعزيز الحس الأمني لدى الأطفال بأسلوب مبسط وتفاعلي. تحرص «خدمة الأمين» من خلال مشاركتها على غرس مفاهيم الأمن الشخصي والسلوكيات الإيجابية، وتعريف الأطفال بدورها في حفظ أمن المجتمع. تسهم هذه المبادرات في بناء جيل واعٍ بمحيطه ومدرك لأهمية التعاون مع الجهات المختصة في أي موقف.
مديرة إدارة البرامج المجتمعية في هيئة تنمية المجتمع بدبي، ريم العوابد، أكدت سعي الهيئة لتعزيز قيم الترابط المجتمعي والانتماء الوطني عبر المخيم الصيفي. تهدف المشاركة إلى غرس مفاهيم التعاون والتسامح بين الأطفال. تؤمن الهيئة بأن تنمية الطفل تشمل بناء وعيه بدوره داخل الأسرة والمجتمع، وهو ما يتحقق من خلال المحاور المجتمعية والورش المقامة بالمخيم.
رئيسة قسم تطوير المهارات وجودة حياة الطلبة بالإنابة في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، ريم وليد، أشارت إلى أن المخيم الصيفي يعد امتداداً لجهود الهيئة في توفير تجارب تعليمية شاملة وممتعة للأطفال. تتجاوز هذه التجارب نطاق الصفوف الدراسية التقليدية وتتماشى مع أهداف أجندة دبي الاجتماعية 2033 واستراتيجية التعليم في دبي، خصوصاً محور المهارات المستقبلية.
ريم وليد أضافت أن هيئة المعرفة والتنمية البشرية تهدف، عبر ورش المهارات المستقبلية المتنوعة، إلى تمكين الأطفال من اكتساب مهارات عملية وحيوية. تسهم هذه المهارات بشكل مباشر في بناء شخصيات مستقلة ومبدعة لدى المشاركين. تضمن هذه الورش إعداد الجيل الجديد للتحديات المستقبلية بفاعلية وثقة.
تعزيز الإبداع وريادة الأعمال بـ”الهوامير الصغار”
يشهد المخيم الصيفي هذا العام ورش عمل متخصصة في مجالات رئيسة ومتنوعة. تشمل هذه الورش برامج فنية تهدف لتنمية الإبداع والمهارات الجمالية لدى الأطفال. كما يقدم المخيم ورش عمل في مجال الذكاء الاصطناعي، لتعريف الأطفال بأساسيات التكنولوجيا المستقبلية بطريقة مبسطة وجذابة.
بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المخيم ورشاً مهنية تقدمها مشاريع ذاتية لمواطنين رواد أعمال. توفر هذه الورش نماذج حية للإلهام والتوجيه للأطفال. يهدف ذلك إلى غرس روح المبادرة والابتكار في نفوس الجيل الجديد، وتعريفهم بمسارات العمل الحر.
وتُقام ضمن فعاليات المخيم منصة “الهوامير الصغار” المبتكرة. تتيح هذه المنصة فرصة فريدة للمشاركين في المخيم لبيع منتجاتهم الخاصة بطريقة مميزة واحترافية. يساعد هذا النشاط الأطفال على فهم أساسيات التجارة واكتساب مهارات البيع والشراء العملية.
كما تقدم منصة “الهوامير الصغار” جلسات متخصصة عن ريادة الأعمال مصممة خصيصاً للأطفال. تهدف هذه الجلسات إلى تعليمهم بشكل ممتع ومبسط كيفية بدء مشروع بسيط خاص بهم. تشجع هذه المبادرة الأطفال على تطوير أفكارهم الإبداعية وتحويلها إلى واقع ملموس، مما يعزز قدراتهم المستقبلية.