أعلنت منصة ثريدز التابعة لشركة ميتا مؤخرًا عن إطلاق ميزة الرسائل المباشرة المنتظرة، لتمكين المستخدمين من التواصل مباشرة دون الحاجة للانتقال إلى إنستجرام. تأتي هذه الخطوة الهامة بالتزامن مع إطلاق عنصر بصري جديد “هايلايتر” يهدف لتسليط الضوء على المواضيع الشائعة والمحادثات ذات التأثير، في توجه جديد لتعزيز استقلالية المنصة وتجربة المستخدم.
مزايا ورسوميات الرسائل المباشرة في ثريدز
تقدم ميزة الرسائل المباشرة في ثريدز في نسختها الأولى مجموعة أساسية من الخصائص لتسهيل التواصل. تشمل هذه الميزات القدرة على إجراء محادثات فردية (واحد لواحد) فقط، بالإضافة إلى إمكانية الردود السريعة باستخدام الرموز التعبيرية الجاهزة. كما يمكن للمستخدمين الإبلاغ عن الرسائل المزعجة وكتم إشعارات الرسائل لضمان تجربة استخدام مريحة.
يواجه المستخدمون بعض القيود الحالية في ميزة الرسائل الجديدة، حيث لا يمكن حظر شخص من إرسال رسالة مباشرة دون حظره تمامًا من ثريدز، وهو ما يؤدي تلقائيًا إلى حظره على إنستجرام أيضًا. يعتمد التحكم في من يمكنه مراسلتك حاليًا على ما إذا كنت تتابع هذا المستخدم أم لا، مما يتطلب متابعة متبادلة للرسائل.
تتوفر هذه الميزة الجديدة للمستخدمين الذين تتجاوز أعمارهم 18 عامًا في معظم أنحاء العالم، لكنها لا تشمل بعض الأسواق الرئيسية مثل اليابان، أستراليا، المملكة المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي في المرحلة الأولى. يأتي هذا الطرح العالمي بعد فترة اختبار ناجحة في أسواق محدودة شملت هونج كونج، تايلاند، والبرازيل، مما يضمن استقرار الميزة قبل توسيع نطاقها.
تطور ثريدز نحو الاستقلالية وتعميق المجتمعات
أكدت إميلي دالتون سميث، نائبة رئيس قسم المنتج في ثريدز، أن الرسائل المباشرة الحالية لا تتضمن تشفيرًا، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي هو تعزيز التواصل حول ما يحدث الآن وليس التركيز على الخصوصية المشددة. تؤكد هذه الرؤية التوجه العام للمنصة نحو التفاعل الآني وبناء مجتمعات ديناميكية تركز على المحتوى والمواضيع الرائجة.
يشهد ثريدز تطورًا تدريجيًا يهدف إلى ترسيخ هويته كمنصة مستقلة بعيدًا عن إنستجرام، حيث يبني المستخدمون “خرائط اهتمام” جديدة تختلف عن شبكاتهم الاجتماعية الموجودة على إنستجرام. تشير إحصائيات ميتا إلى أن أكثر من ثلث مستخدمي ثريدز اليوميين لديهم تداخل أقل من 50% في المتابعين بين التطبيقين، مما يؤكد الانفصال المتزايد بينهما.
ضمن جهود الاستقلال، تختبر ميتا حاليًا إمكانيات جديدة تتيح للمستخدمين تسجيل الدخول إلى ثريدز باستخدام حساب فيسبوك في أوروبا، أو إنشاء حساب مستقل خاص بثريدز فقط. كما تجري اختبارات للسماح باستخدام المنصة من الويب دون الحاجة لتسجيل دخول، مما يوسع نطاق الوصول ويسهل الانضمام للمنصة.
تعزيز التفاعل وتطوير الميزات المستقبلية
تسعى ميتا لجعل ثريدز منصة أكثر تركيزًا على المجتمعات والمحادثات الهادفة عبر تقديم أدوات متقدمة. من بين هذه الأدوات “الهايلايتر” الذي يعرض المواضيع الشائعة بناءً على المحتوى الذي يتابعه المستخدم، بالإضافة إلى خوارزميات جديدة لتحديد المستخدمين النشطين والمؤثرين داخل كل مجتمع. كما تعرض المنصة حسابات مقترحة للمتابعة ضمن محركات البحث والتوصيات لتعزيز الاكتشاف.
تواصل المنصة تطوير ميزات مبتكرة مثل الوسوم التفاعلية التي لا تتطلب رمز الهاشتاج (#)، بالإضافة إلى الخلاصات المخصصة للمواضيع، مما يعزز تجربة التصفح والاكتشاف. على صعيد آخر، أكدت ميتا عدم وجود خطط حالية لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل تفاعلي مثل تجربة “Grok” في منصة X، بالرغم من وجود ميزات ذكاء اصطناعي تعمل في الخلفية لتلخيص العناوين والمواضيع الرائجة.
لا تعتزم المنصة حاليًا تقديم نماذج اشتراك مدفوعة، وستُركز في المرحلة الراهنة على تطوير آليات الإعلانات كمصدر للدخل. تضم منصة ثريدز الآن أكثر من 350 مليون مستخدم نشط شهريًا، وهو رقم يتفوق بشكل كبير على منافسين ناشئين مثل بلوسكاي الذي يمتلك حوالي 37 مليون مستخدم مسجل. ومع ذلك، لا تزال ثريدز “صغيرة” نسبيًا ضمن منظومة ميتا الأكبر التي تحوي تطبيقات تتجاوز المليارات في قاعدة المستخدمين.