شهدت الأسهم الأمريكية تراجعًا ملحوظًا يوم الاثنين، إثر إعلان الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على واردات اليابان وكوريا الجنوبية. يبدأ تطبيق هذه الرسوم في الأول من أغسطس المقبل، مما أعاد أجواء التوتر التجاري إلى الأسواق المالية العالمية. هذا القرار أثر بشكل مباشر على مؤشرات داو جونز وستاندرد آند بورز وناسداك، مثيرًا قلق المستثمرين.
تراجع حاد يضرب وول ستريت
شهدت الأسهم الأمريكية تراجعًا ملحوظًا يوم الاثنين، إثر إعلان الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على واردات اليابان وكوريا الجنوبية. يبدأ تطبيق هذه الرسوم في الأول من أغسطس المقبل، مما أعاد أجواء التوتر التجاري إلى الأسواق المالية العالمية. كانت المؤشرات الأمريكية قد سجلت مكاسب في التعاملات المبكرة، لكنها سرعان ما تحولت إلى المنطقة الحمراء بعد الإعلان.
انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 530 نقطة، وهو ما يعادل 1.2% من قيمته الإجمالية. تبع ذلك تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.87%، بينما سجل مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم كبرى شركات التكنولوجيا، انخفاضًا بنسبة 0.9%. هذا التراجع يعكس القلق المتزايد للمستثمرين من تداعيات السياسات التجارية الجديدة على الاقتصاد.
رسوم تجارية جديدة وتأثيرها على السيارات
أعلن الرئيس ترامب قراره بفرض الرسوم عبر رسالتين نشرهما على منصة “تروث سوشيال”. أكد ترامب أن معدلات الرسوم الجمركية يمكن تعديلها بالزيادة أو النقصان، وذلك بناءً على تطورات المفاوضات التجارية الجارية. أوضح البيت الأبيض أنه سيبدأ في إرسال “رسائل الرسوم الجمركية” الرسمية إلى اليابان وكوريا الجنوبية خلال اليومين المقبلين، بهدف تسريع وتيرة توقيع صفقات تجارية جديدة.
تأثرت أسهم شركات السيارات اليابانية المدرجة في السوق الأمريكي بشكل حاد فور الإعلان عن الرسوم. تراجعت أسهم تويوتا بنسبة 4.1%، بينما انخفضت أسهم نيسان بنسبة 7.5%، وسجلت أسهم هوندا تراجعًا بنسبة 3.8%. هذا يعكس مخاوف المستثمرين من ارتفاع تكاليف الاستيراد التي قد تؤثر سلبًا على أسعار السيارات ومبيعاتها داخل السوق الأمريكي.
توقعات الخبراء ومستقبل الأسواق
شهدت الأسواق ارتفاعات ملحوظة في الأسابيع الأخيرة، مدفوعة بآمال المستثمرين في انتهاء أسوأ مراحل الارتباك التجاري. هذه الآمال تعززت مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده ترامب في 9 يوليو لإبرام صفقات تجارية جديدة، بعد انتهاء مهلة التسعين يومًا التي بدأت في 9 أبريل الماضي. لكن التطورات الأخيرة أدت إلى زيادة حالة الترقب والقلق في وول ستريت.
أوضح موهيت كومار، كبير الاستراتيجيين والاقتصاديين لدى “جيفريز”، أن الإعلان الأخير سيخلق حالة من عدم اليقين على المدى القريب. يتوقع كومار أن يدفع هذا الوضع المستثمرين إلى جني الأرباح وسط التقييمات المرتفعة الحالية للأسهم، لكنه أشار إلى أن الرسوم الجمركية تهدف أساسًا إلى تحفيز الدول المستهدفة لإبرام اتفاقيات تجارية سريعة.
أشار كومار كذلك إلى أن التراجع الحالي في أسعار الأسهم يمكن اعتباره “فرصة للشراء” على المدى المتوسط. يتوقع إبرام المزيد من الصفقات التجارية خلال الأسابيع المقبلة، مما قد يدعم عودة الأسواق للانتعاش.
أكد وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أن الإدارة الأمريكية تستعد لإصدار عدة إعلانات تجارية هامة خلال الثماني والأربعين ساعة القادمة. لفت إلى أن معدلات الرسوم الجمركية سترتفع بشكل كبير إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقيات جديدة قبل بداية أغسطس.
حذر جيم بيرد، كبير مسؤولي الاستثمار لدى شركة “بلانت مورن” للاستشارات المالية، من التقلبات العالية التي تشهدها الأسواق، والتي قد تشهد تغيرات مفاجئة في أي وقت. شدد بيرد على ضرورة المتابعة الدقيقة للتطورات السياسية والاقتصادية المرتبطة بهذه الرسوم الجمركية للحفاظ على استقرار الاستثمارات.
تعكس هذه التطورات التحديات المستمرة التي تواجه الأسواق الأمريكية في ظل تصاعد السياسات الحمائية التجارية. تزداد المخاوف بشأن تأثيرها على سلاسل الإمداد العالمية والأسواق المالية، مما يجعل المرحلة المقبلة حاسمة في تحديد اتجاهات وول ستريت مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده ترامب لإبرام الصفقات التجارية.