شهدت الأسواق السورية يوم السبت الموافق الخامس من يوليو 2025 تبايناً حاداً في أداء الليرة السورية، حيث استقر سعر الصرف الرسمي مقابل الدولار الأمريكي وفقاً لنشرة مصرف سوريا المركزي. في المقابل، واصل الدولار ارتفاعه الملحوظ في السوق الموازية، مما يعكس الضغوط الاقتصادية المستمرة على القوة الشرائية للمواطنين. تأثرت أسعار الذهب أيضاً بهذه التقلبات، مسجلة مستويات مرتفعة.
سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار
أعلن مصرف سوريا المركزي، من خلال نشرته اليومية الصادرة على موقعه الرسمي، عن تثبيت سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في التعاملات الرسمية. يأتي هذا الاستقرار المعلن في ظل ترقب واسع لتطورات السوق، ويحدد المصرف أسعاراً ثابتة للتعاملات الحكومية والرسمية بشكل يومي.
حدد المصرف المركزي السوري سعر الدولار الرسمي للشراء بقيمة 11,000 ليرة سورية، بينما بلغ سعر البيع الرسمي 11,055 ليرة سورية. هذه الأرقام تعكس سياسة التثبيت التي يتبعها المصرف للتعاملات الرسمية، في محاولة للسيطرة على تقلبات السوق المحلية، وتقديم مرجعية واضحة للقطاعات الحكومية.
ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء
على الرغم من ثبات السعر الرسمي للدولار، شهدت السوق الموازية، المعروفة بالسوق السوداء، ارتفاعاً ملحوظاً في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية. هذا الارتفاع طال جميع المحافظات السورية الرئيسية، مما يؤكد الفجوة المتزايدة بين السعرين الرسمي وغير الرسمي وتأثير العرض والطلب الحقيقي.
في العاصمة دمشق، سجل سعر الدولار في السوق السوداء للشراء 9,950 ليرة سورية، بينما وصل سعر البيع إلى 10,025 ليرة سورية. تعكس هذه الأرقام الضغوط التي تواجهها العملة المحلية في التعاملات اليومية غير الرسمية، والتي يعتمد عليها جزء كبير من الأفراد والتجار لسد احتياجاتهم.
كذلك، لم تختلف أسعار الدولار في حلب وإدلب بشكل كبير عن دمشق، حيث بلغ سعر الشراء 9,950 ليرة سورية، وسعر البيع 10,025 ليرة سورية. هذه التوحيدية النسبية في الأسعار ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة أو المعارضة تشير إلى ترابط الأسواق غير الرسمية وتأثرها بالعوامل الاقتصادية الكلية المشتركة.
بينما شهدت محافظة الحسكة ارتفاعاً طفيفاً آخر، حيث سجل سعر شراء الدولار 10,000 ليرة سورية، ووصل سعر البيع إلى 10,100 ليرة سورية. يؤثر الوضع الاقتصادي المتأزم، إلى جانب التوترات السياسية، بشكل مباشر على قيمة الليرة السورية في هذه المناطق، مما يزيد من الضغوط المعيشية على السكان المحليين.
أسعار اليورو في السوق السوداء
لم يقتصر تأثير تقلبات السوق على الدولار وحده، بل امتد ليشمل سعر صرف اليورو مقابل الليرة السورية في السوق السوداء. سجل اليورو مستويات مرتفعة مقارنة بالفترة الماضية، مما يعكس تراجع القوة الشرائية لليرة السورية أمام العملات الأجنبية الرئيسية، ويزيد من تكلفة الواردات والسلع الأساسية المستوردة.
بلغ سعر شراء اليورو في السوق السوداء 11,698 ليرة سورية، بينما وصل سعر البيع إلى 11,792 ليرة سورية. هذا الارتفاع يعمق الأزمة الاقتصادية، خاصة وأن جزءاً كبيراً من التعاملات التجارية غير الرسمية تعتمد على أسعار العملات الأجنبية، مما يؤثر على أسعار السلع والخدمات بشكل مباشر.
أسعار الذهب في سوريا تتأرجح
تواصل أسعار الذهب في سوريا تسجيل مستويات مرتفعة بشكل لافت، في ظل التذبذب المستمر في أسعار صرف الليرة السورية. شهدت الأسعار استقراراً نسبياً في تعاملات اليوم، لكنها لا تزال عند مستويات تاريخية تؤثر على قدرة المواطنين على شراء المعدن الأصفر كملاذ آمن للاستثمار أو للادخار وسط حالة عدم اليقين.
سجل سعر غرام الذهب عيار 24 للشراء 1,06 مليون ليرة سورية، ووصل سعر البيع إلى 1,07 مليون ليرة سورية. هذه الأسعار المرتفعة تجعل الذهب سلعة بعيدة عن متناول معظم السوريين، وتدفعهم للبحث عن بدائل أخرى للحفاظ على قيمة مدخراتهم في ظل التضخم المتصاعد الذي يضرب الاقتصاد السوري بقوة.
كذلك، بلغ سعر غرام الذهب عيار 22 للشراء 984 ألف ليرة سورية، بينما سجل سعر البيع 677 ألف ليرة سورية. يعكس هذا الفارق بين أسعار الشراء والبيع حالة من عدم الاستقرار في سوق الذهب المحلية، مما يزيد من صعوبة التنبؤ باتجاهات الأسعار ويؤثر على قرارات المستهلكين والمستثمرين الصغار في هذه الفترة الحرجة.
أما عيار 21، الأكثر تداولاً في السوق السورية، فقد سجل سعر الشراء 941 ألف ليرة سورية، وسعر البيع 934 ألف ليرة سورية. هذه الأسعار لا تزال مرتفعة وتؤثر بشكل مباشر على قدرة الشباب على الزواج وتجهيز منازلهم، حيث يعتبر الذهب جزءاً أساسياً من التقاليد المتعلقة بالمناسبات الاجتماعية.
فيما يخص الذهب عيار 18، بلغ سعر الشراء 807 آلاف ليرة سورية، وسعر البيع 801 ألف ليرة سورية. تتابع شريحة واسعة من السوريين أسعار الذهب بشكل يومي، ليس فقط لأغراض الاستثمار، بل أيضاً لمتابعة مؤشر أساسي على تدهور القوة الشرائية لليرة السورية وتآكل قيمة المدخرات.
نظرة على الوضع الاقتصادي وتأثير التقلبات
تعكس هذه التقلبات الحادة في أسعار صرف العملات والمعادن الثمينة الوضع الاقتصادي المتأزم الذي تشهده سوريا منذ سنوات طويلة. تعتمد شريحة واسعة من السوريين بشكل كبير على متابعة الأسواق غير الرسمية لتحديد قيمة مدخراتهم ومعاملاتهم اليومية، في ظل تراجع القوة الشرائية لليرة السورية بشكل مستمر.
يأتي هذا التدهور الاقتصادي نتيجة لتراكم الأزمات الداخلية والخارجية، بما في ذلك العقوبات الدولية وتداعيات الصراع المستمر، مما يفرض ضغوطاً هائلة على حياة المواطنين. يتوقع أن تستمر هذه التغيرات في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة، ما لم تطرأ تطورات جوهرية تؤدي إلى تحسن في المؤشرات الاقتصادية الكلية.