تشهد سوق العملات الرقمية مرحلة حرجة، حيث أكدت محللة الأسواق المالية فرح مراد أن البيتكوين يمر بمرحلة توحيد سعري مشابهة لقمم تاريخية سابقة، متوقعًة اختراقًا وشيكًا لتحديد اتجاهه المستقبلي. يأتي ذلك في ظل أداء باهت للذهب وسوق نفط مستقر نسبيًا، مع استمرار زخم صعودي لمؤشر ناسداك 100.
البيتكوين: توحيد سعري وتوقعات الاختراق
أفادت فرح مراد، محللة الأسواق المالية، بأن عملة البيتكوين تشهد حاليًا مرحلة توحيد سعري، وهو نمط فني يُشبه إلى حد كبير التحركات التي سبقت القمم التاريخية السابقة للعملة الرقمية. هذا التوحيد يشير إلى فترة من الاستقرار النسبي قبل تحرك سعري كبير محتمل.
وأضافت مراد، خلال تصريحات لقناة CNBC Arabia، أن العملة الرقمية تواجه نطاق مقاومة حاسم يتراوح بين 100,000 و110,000 دولار أمريكي. يتطلب تحديد الاتجاه المستقبلي للبيتكوين، سواء كان صعودًا قويًا أو هبوطًا، اختراقًا واضحًا ومستدامًا لهذا النطاق السعري الضيق.
يُصنف البعض البيتكوين على أنه “ذهب رقمي”، لكن هذا التشبيه يواجه تحفظات متزايدة، خصوصًا في ظل الأداء المخيب للذهب التقليدي مؤخرًا. المعدن الثمين لم يستفد بالشكل المتوقع من تراجع قيمة الدولار الأمريكي، مما يثير تساؤلات حول فعاليته كملاذ آمن في الظروف الاقتصادية الراهنة.
الذهب والنفط: أداء متباين في ظل تقلبات الدولار
يواجه الذهب ضغوطًا بيعية ملحوظة مع ارتداد قيمة الدولار الأمريكي في الفترة الأخيرة. بقي سعر الأونصة ضمن قناة هبوطية واضحة، محددة بمستوى مقاومة يقارب 3,355 دولارًا أمريكيًا للأونصة. يترقب المستثمرون بقلق ما إذا كان الذهب سيتمكن من الإغلاق تحت مستوى الدعم الحاسم عند 3,300 دولار هذا الأسبوع.
في سياق متصل بأسواق الطاقة، أشارت مراد إلى أن الأسواق تفاعلت بشكل محدود للغاية مع قرار تحالف “أوبك+” بزيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميًا. هذا التفاعل الضعيف يعد إشارة إيجابية نسبية، حيث لم يتمكن خام برنت من كسر حاجز 66 دولارًا نزولًا.
لا يزال سعر النفط الخام يتحرك ضمن نطاق جانبي ضيق يتراوح بين 66 و70 دولارًا أمريكيًا للبرميل. تنتظر الأسواق محفزات جديدة وواضحة يمكن أن تدفع الأسعار للتحرك في أي من الاتجاهين، سواء كان ذلك صعودًا أو هبوطًا، مما يعكس حالة من الترقب والحذر.
مؤشر ناسداك 100: زخم صعودي مدعوم بالسيولة
بالانتقال إلى مؤشرات الأسهم الأمريكية، رأت مراد أن مؤشر “ناسداك 100” حافظ على اتجاهه الصاعد بقوة، مدعومًا بتحليلات فنية قوية. جاء هذا الدعم الفني خصوصًا بعد أن نجح المؤشر في اختراق قمه التاريخية السابقة، التي تحولت الآن إلى مستوى دعم حيوي يوفر أساسًا للارتفاعات المستقبلية.
كان ضعف الدولار الأمريكي عاملًا رئيسيًا ومحفزًا وراء الارتفاعات المتتالية التي شهدتها مؤشرات الأسهم. إضافة إلى ذلك، ساهم قرار رفع سقف الدين في الولايات المتحدة بضخ سيولة كبيرة في الأسواق المالية، مما عزز الزخم الصعودي ودعم استمرار الأداء الإيجابي للأسهم.
ختامًا، أكدت مراد أن جميع هذه التحليلات تُعد ضمن السياق الفني البحت لأسواق المال ولا ينبغي اعتبارها توصيات مباشرة بالبيع أو الشراء. شددت على الأهمية القصوى للمتابعة الدقيقة والمستمرة لمستجدات السوق، وتطورات السياسات الاقتصادية، والأحداث الجيوسياسية التي تؤثر على اتجاهات الأسواق العالمية.