ارتفع متحور فيروس كورونا الجديد “ستراتوس” (XFG.5.3) ليصبح السلالة الأكثر انتشارًا على مستوى العالم، بزيادة ملحوظة في معدلات رصده الوبائي. وعلى الرغم من سرعة انتشاره، يؤكد خبراء اقتصاديات الصحة والأوبئة أن المتحور لا يظهر أي دليل على زيادة في الخطورة أو شدة الأعراض، مع استمرار فعالية اللقاحات والعلاجات المتوفرة.
متحور “ستراتوس”: أسرع السلالات انتشارًا عالميًا
قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن متحور فيروس كورونا الجديد المعروف باسم “Stratus” ويحمل الرمز العلمي XFG.5.3، بات يمثل السلالة الأكثر انتشارًا عالميًا. وارتفعت نسبة انتشاره بشكل لافت من 7% قبل أربعة أسابيع إلى نحو 24% حاليًا، وذلك بحسب بيانات الرصد الوبائي. يُصنف “ستراتوس” ضمن السلالات الفرعية لمتحور “أوميكرون”. تم رصده لأول مرة في يونيو 2025 قبل أن تصنفه منظمة الصحة العالمية في الأول من يوليو الجاري ضمن قائمة المتحورات تحت المراقبة (Variant Under Monitoring – VUM). تضم هذه القائمة حاليًا ست سلالات فرعية، بينما لا تزال المتحورات المصنفة كـ “ذات أهمية” مقتصرة على متحور واحد فقط منذ العام الماضي. انتشر المتحور الجديد حتى الآن في أكثر من 38 دولة حول العالم. سجلت معدلات انتشاره ارتفاعًا ملحوظًا داخل قارتي أوروبا وآسيا، مما يظهر منحنى تصاعديًا يرجح أن يجعله السلالة الأوسع انتشارًا خلال الفترة المقبلة.
مستوى خطورة “ستراتوس”: لا داعي للقلق حاليًا
أكد الدكتور عنان أنه لا توجد حتى الآن أي أدلة علمية تشير إلى أن المتغير الجديد “ستراتوس” أكثر شراسة أو يسبب أعراضًا أكثر حدة مقارنة بمتحور “JN.1” أو بسلالة “أوميكرون” بشكل عام. وأشار إلى أن المتحور قد يحمل طفرات تمنحه قدرة بسيطة على الهروب المناعي. ومع ذلك، لم تُسجل أي زيادات مقلقة في معدلات دخول المستشفيات أو الوفيات في الدول التي شهدت تزايدًا في الحالات المصابة بهذا المتحور.
فعالية اللقاحات والعلاجات ضد “ستراتوس”
شدّد أستاذ اقتصاديات الصحة على أن اللقاحات المتوفرة حاليًا لا تزال فعالة في الوقاية من الأعراض الشديدة والمضاعفات الخطيرة لفيروس كورونا. ورغم وجود تراجع طفيف في فعالية المناعة المكتسبة ضد متحور “ستراتوس” شأنه شأن باقي سلالات أوميكرون، إلا أن جرعات التعزيز (البوستر) لا تزال كافية للحماية حتى الآن. بالإضافة إلى ذلك، نفى عنان وجود أي تقارير تشير إلى مقاومة المتغير الجديد للعلاجات المضادة للفيروسات المتاحة، مثل “باكسلوفيد” (Paxlovid) أو “ريمديسيفير” (Remdesivir). وختم الدكتور عنان تصريحاته بالتأكيد على أن مستوى الخطورة الخاص بالمتحور “Stratus” لا يزال منخفضًا وفقًا لتقييم منظمة الصحة العالمية. وأوضح أنه “لا يوجد ما يدعو للقلق في الوقت الراهن، مع ضرورة الاستمرار في الرصد والتحديث العلمي المستمر”.