يتجه العالم نحو دمج الذكاء الاصطناعي في جوانب الحياة اليومية، لكن التطور وصل إلى العلاقات العاطفية. طرحت شركة روبوت رفيق مصنوع من السيليكون بتكلفة باهظة، قُدرت بـ 64,700 جنيه إسترليني، مما يعادل ثمن منزل بثلاث غرف نوم في بعض مناطق المملكة المتحدة. هذه الدمية تأتي بقدرات تفاعلية متقدمة للغاية.
ثورة الذكاء الاصطناعي في العلاقات العاطفية
تدخل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي اليوم مجالات لم تكن متوقعة، ومنها العاطفة الإنسانية. ابتكرت شركة متخصصة دمية “جيرل فريند” مصممة من السيليكون لتقديم الرفقة. هذه الدمية التي تحمل اسم “الروبوت المُرافق X04-SYNC2” تمثل قفزة نوعية في دمج الروبوتات في حياتنا الشخصية. تهدف الدمية إلى سد الفجوة العاطفية والاجتماعية التي قد يعاني منها البعض في ظل تعقيدات العلاقات التقليدية.
مواصفات متطورة وقدرات فريدة
تتميز الدمية بقدرات تكنولوجية لافتة للنظر، حيث تستطيع إجراء محادثات “مُراعية للسياق” بفضل دمجها مع روبوت الدردشة الذكي ChatGPT. تتطور هذه المحادثات بناءً على التفاعلات السابقة لتتكيف مع المحادثات المستقبلية، مما يمنحها قدرة فريدة على التعلم والتكيف. تأتي الدمية بتعبيرات وجه آلية وأذرع وأيدٍ متحركة تهدف إلى التعبير عن المشاعر بطريقة تحاكي التفاعل البشري.
تحتوي الدمى على كاميرات دقيقة مُثبّتة في أعينها، تُمكّنها من التعرّف على الأشخاص من خلال تتبّع الوجه، وهو ما يضيف طبقة أخرى من التفاعل الشخصي. يدعم الروبوت لغات متعددة مثل الإنجليزية والصينية والروسية والكورية، مما يجعله مناسبًا لقاعدة مستخدمين عالمية واسعة. يمكن التحكم في الدمى عن طريق توصيلها بشبكة واي فاي واستخدام تطبيق مخصص، مما يسهل عملية التفاعل معها.
هل يلبي الروبوت احتياجات الإنسان العاطفية؟
على الرغم من تكلفتها الباهظة وقدراتها التقنية العالية، لم يُبع سوى ثلاث من هذه الدمى منذ طرحها للبيع في بداية عام 2024. صرح متحدث باسم أحد متاجر الدمى والروبوتات لصحيفة “ذا صن” بأن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب على الدمى وروبوتات المرافقة منذ عام 2020. يعزو هذا الارتفاع إلى تحول التفاعل الاجتماعي بشكل متزايد إلى الإنترنت، مما صعّب على الكثيرين تكوين علاقات حقيقية ودائمة في الحياة الواقعية.
يلجأ الكثيرون إلى رفقاء أذكياء لتلبية احتياجاتهم العاطفية والاجتماعية دون تعقيدات العلاقات التقليدية. هذه الدمية، التي يُعتقد أنها الأغلى من نوعها في العالم، تقدم بديلاً تكنولوجيًا لمن يبحثون عن الرفقة في عالم يتغير بسرعة. يبقى السؤال حول مدى قدرة الروبوتات على سد الفراغ العاطفي البشري بشكل كامل.