نجت الطفلة كنوز ذات الأعوام الأربعة من حادث سير مروع على الطريق الإقليمي بالمنوفية، أودى بحياة جدتها وعشرة أشخاص آخرين، بينما كانت في طريقها للقاء والدتها. استفاقت الطفلة وحيدة داخل المستشفى، لتبدأ والدتها رحلة بحث مضنية عن ابنتها المفقودة بعد تلقيها خبر وفاة الأم. تعكس القصة مأساة حقيقية ولحظات من القلق قبل لقاء مؤثر بين الأم والطفلة.
رحلة أخيرة بلا عودة
كانت الطفلة كنوز ترافق جدتها في رحلة بالـ”ميكروباص” من قريتهما الصغيرة بمركز أشمون في المنوفية، متجهة إلى السادات لزيارة والدتها. لم تكن الصغير تدري أن هذه الرحلة القصيرة ستكون الأخيرة لها مع وجه جدتها الحنون، إذ تحولت الضحكات البريئة والعناق المرتقب إلى حادث مروع ودماء على الطريق الإقليمي. توقفت الحياة فجأة بالنسبة للكثيرين في تلك اللحظة الحاسمة.
اصطدمت سيارتان وجهاً لوجه على الطريق الإقليمي، تحديداً بين منطقتي الخطاطبة والباجور، في مشهد مأساوي. تحول الهدوء إلى فوضى وصراخ في لحظات قليلة، تاركاً وراءه خسائر بشرية ومادية فادحة. كان الحادث نقطة تحول مفاجئة في حياة العديد من الأسر، فقد قلب كيانهم رأساً على عقب.
كنوز تروي صدمة الفراق
نجت الطفلة كنوز بأعجوبة من الحادث، واستفاقت على أصوات الإسعاف وداخل مستشفى الباجور العام. كانت وحيدة تماماً، غير قادرة على فهم ما جرى حولها أو حتى ذكر اسمها وسط الأطباء والمصابين، وظلت تنظر في الوجوه المحيطة بها بحثاً عن وجه والدتها المألوف. انتشرت صورتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتسلط الضوء على قصتها المؤثرة.
بدأت والدة كنوز تروي لحظة انهيار عالمها في ثوانٍ قليلة، قائلة: “كنوز كانت جاية تشوفني كنت مستنياهم على باب العمارة، وفجأة الدنيا ضلمت”. تلقت الأم اتصالاً هاتفياً يخبرها بوقوع حادث الميكروباص، وأن جثة والدتها موجودة في مستشفى وردان، لتتأكد من مخاوفها بعد تأخرهم.
لم تقتصر صدمة الأم على وفاة والدتها فقط، بل امتدت لتشمل فقدان أثر ابنتها كنوز وسط المستشفيات المختلفة. خرجت الأم في حالة هستيرية تبحث عن طفلتها في كل مكان، متسائلة في كل مستشفى عن مصيرها. قضت الأم أربع ساعات في الشوارع تبحث عن ابنتها دون أن تجد أي خبر يطمئن قلبها.
لم الشمل المؤثر
بعد ساعات من البحث والتوتر والقلق الشديد، شاهدت الأم صورة ابنتها كنوز منتشرة على فيسبوك، مرفقاً بها تعليقات تفيد بأنها كانت بمفردها. تعرفت الأم على ابنتها فوراً، وسارعت بالتوجه إلى المستشفى التي كانت فيها. كانت هذه اللحظة هي الأمل الوحيد الذي لاح في الأفق بعد يأس طويل.
تحكي الأم اللحظة المؤثرة التي رأت فيها ابنتها: “كنوز كانت مرمية على سرير، عينيها مفتوحة ومش بتتكلم”. في تلك اللحظة، رأت كنوز والدتها ونادت بصوت خافت: “ماما”، ثم صمتت، في مشهد مؤثر يجسد عمق العلاقة بين الأم وابنتها في أصعب الظروف. كانت هذه الكلمة هي كل ما احتاجته الأم لتشعر بالراحة.
أسفر الحادث المأساوي عن وفاة عشرة أشخاص، من بينهم جدة الطفلة كنوز، وإصابة عشرة آخرين. وصفت حالة الطفلة كنوز بالمستقرة من الناحية الجسدية، لكن الأطباء أكدوا أن قلبها تعرض “لكسر كبير ليس من السهل أن يلتئم”، مما يشير إلى الأثر النفسي العميق الذي خلفته هذه التجربة المروعة في نفسها الصغيرة.