تتجه أنظار الأسواق العالمية هذا الأسبوع نحو الولايات المتحدة الأمريكية، مع تصعيد واشنطن لهجتها تجاه شركائها التجاريين، وتهديدها بفرض تعريفات جمركية صارمة تصل إلى 70% على واردات من عدة دول. ينصب التركيز على المهلة التي حددتها الإدارة الأمريكية، والتي تنتهي يوم الأربعاء 9 يوليو، قبل تطبيق ما يُعرف بـ “تعريفات يوم التحرير” التي أُعلن عنها مطلع أبريل، مما يجعل هذا الأسبوع حاسمًا لمستقبل التجارة العالمية.
مهلة واشنطن وتهديدات ترامب
تركز الأسواق بشكل كامل على المهلة التي حددتها واشنطن، والتي تُعد نهاية فترة السماح التي منحتها الإدارة الأمريكية قبل تفعيل “تعريفات يوم التحرير”. صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه في حال عدم تقديم الدول المعنية تنازلات حقيقية في المفاوضات الجارية، فإن تعريفات جمركية جديدة ستُفرض بداية من الأول من أغسطس. الإدارة بصدد إرسال رسائل رسمية إلى 12 دولة تتضمن المطالب الأمريكية الواضحة. ستكون هذه الدول أمام خيارين: إما القبول بشروط واشنطن أو مواجهة رسوم مرتفعة.
مسار المفاوضات والآمال التجارية
تلوح في الأفق بعض الآمال بإمكانية تجنب حرب تجارية شاملة، خاصة بعد الاتفاق الأخير الذي توصلت إليه واشنطن مع فيتنام، والذي قد يشكل نموذجًا لاتفاقيات مستقبلية. كما تم توقيع اتفاق أولي مع بريطانيا، مما يعكس مرونة في بعض الجبهات. على الجانب الآخر، لا تزال المفاوضات مستمرة مع الهند واليابان والاتحاد الأوروبي دون تحقيق أي اختراق ملموس حتى الآن، مما يبقي مصير هذه العلاقات التجارية معلقًا.
الدول المستهدفة وتوقعات الحلول
أكد المفاوض التجاري الأمريكي سكوت باسن أن الولايات المتحدة تركز جهودها على 18 دولة فقط، والتي تمثل 95% من العجز التجاري الأمريكي. أشار باسن إلى أن البلاد باتت قريبة من إبرام اتفاقات مع عدد من هذه الدول. في سياق متصل، لمّح المستشار الاقتصادي للرئيس ترامب، كيفن هات، إلى احتمال تمديد المهلة المحددة، لكنه ربط ذلك بمدى التقدم المحرز في المفاوضات. تظهر تايلاند انفتاحًا كبيرًا على تقديم تنازلات، بما في ذلك فتح أسواقها بشكل أوسع أمام المنتجات الزراعية والصناعية والطائرات والطاقة الأمريكية، في محاولة لتجنب تعريفات قد تقفز إلى 36% في حال فشل التفاهم. هذا الأسبوع سيكون حاسمًا جدًا، وأي تصريح من الجانب الأمريكي أو من الدول المستهدفة قد يُحدث تقلبات فورية في أسواق الأسهم والعملات والسلع.