أطلقت سوريا “هويتها البصرية الجديدة” في احتفالية رسمية بقصر الشعب بدمشق، في خطوة وصفت بالرمزية والثقافية الكبيرة. يأتي هذا الإعلان ضمن جهود مكثفة لإعادة صياغة صورة الدولة ومكانتها، في مرحلة حاسمة تعتبرها القيادة السورية مفصلية في تاريخ البلاد، تعكس تطلعات مستقبلية.
مفهوم الهوية السورية الجديدة
تعتمد الهوية البصرية الجديدة لسوريا على رمز “العقاب الذهبي”، وهو طائر جارح معروف بحدة بصره وقدرته العالية على المناورة والالتقاط الدقيق. جرى إعادة تصميم هذا الرمز بأسلوب عصري يمزج بين التراث السوري العريق والطموح نحو المستقبل. هذا الشعار يهدف إلى إرسال رسائل واضحة للعالم عن وحدة سوريا وشموخها وعزتها، مؤكداً على استقلاليتها وقوتها الذاتية.
رسائل العقاب الذهبي ودلالاته
كشف الرئيس في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أن الهوية الجديدة تحمل خمس رسائل محورية تعبر عن رؤية الدولة للمستقبل. تتمثل هذه الرسائل في التأكيد على وحدة سوريا ورفض أي محاولة لتقسيم البلاد أو تجزئتها، بالإضافة إلى تمثيل صادق للتنوع الثقافي والعرقي الغني الذي يميز المجتمع السوري. كما تركز الهوية على بناء الإنسان السوري كركيزة أساسية لمشروع وطني شامل.
تتضمن الرسائل أيضاً الإشارة إلى قطيعة واضحة مع مراحل القهر والاستبداد السابقة، مما يوحي ببدء مرحلة جديدة من الحكم الرشيد والحرية. أخيراً، تعبر الهوية عن رؤية مستقبلية متطورة تمزج بين الأصالة السورية والتجديد في بناء الدولة الحديثة. يرمز العقاب في الثقافة السورية تقليدياً إلى القوة والعزيمة والحرية، فيما يشير لونه الذهبي إلى الصفاء والنقاء المطلق.
نظرة نحو مستقبل سوريا
يعكس اختيار العقاب الذهبي كشعار بصري جديد إرادة قوية لإعادة بناء الدولة السورية على أسس متينة وحديثة. يشير تحليق العقاب في الأعالي إلى طموحات السوريين اللامحدودة نحو مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً. تسعى سوريا من خلال هذه الهوية إلى رسم ملامح مرحلة جديدة تبنى على قيم وطنية جامعة، وتفتح آفاقاً واسعة أمام فرص سياسية واقتصادية وثقافية. تأتي هذه الخطوة في ظل متغيرات إقليمية ودولية تتطلب خطاباً موحداً ورؤية واضحة المعالم للدولة. الهوية البصرية الجديدة تتجاوز مجرد تغيير شكلي، لتصبح مشروعاً رمزياً يعكس نية الدولة السورية لإعادة بناء ذاتها وهويتها بطريقة تواكب التحديات المعاصرة، وتعيد للسوريين إحساسهم العميق بالانتماء والكرامة.