كشفت بيانات درجات الحرارة المسجلة عالميا يوم الخميس الرابع من يوليو عن تحول غير مسبوق في قائمة المناطق الاعلى حرارة. هذا التغير اظهر غيابا شبه كامل لدول الخليج العربي عن الصدارة المعتادة في مثل هذا الوقت من العام، وهو امر نادر الحدوث خلال شهر يوليو الذي يشهد عادة ذروة الصيف وارتفاع درجات الحرارة في المنطقة. بدلا من ذلك، تصدرت اجزاء واسعة من جنوب ووسط اسيا المشهد، مسجلة درجات حرارة قياسية فاقت التوقعات.
خارطة الحرارة العالمية تتغير
لم تكن هذه الظاهرة مجرد صدفة عابرة، ففي سابقة تكاد تكون الاولى من نوعها، اختفت معظم دول الخليج العربي من قائمة المواقع العشرة الاعلى حرارة، وهو ما يمثل خروجا لافتا عن النمط الموسمي المعروف. في المقابل، شهدت مناطق شاسعة في باكستان وتركمانستان وايران واوزبكستان صعودا قويا نحو قمة القائمة، مع تسجيل مدن مثل “تشيلاس” في باكستان 48.4 درجة مئوية، و”باختيارليك” في تركمانستان 48.2 درجة مئوية. هذه الارقام القياسية تعكس بوضوح تاثير الكتل الهوائية الحارة التي ضربت هذه المناطق بقوة.
الجزائر تكسر حاجز الصمت العربي
على الصعيد العربي، كان الحضور محدودا للغاية، حيث كانت الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي ظهرت على قائمة اعلى عشر درجات حرارة عالميا. منطقتان صحراويتان جنوب البلاد، هما “برج باجي مختار” و”بيدون 5″، سجلتا درجات حرارة بلغت 46.6 و46.3 درجة مئوية على التوالي. هذا الارتفاع الشديد يؤكد تاثر المناطق الصحراوية الجزائرية بالكتل الهوائية الساخنة التي تمر عبرها، مما يضعها ضمن قائمة اكثر الاماكن حرارة على الكوكب في ذلك اليوم.
قائمة الاكثر سخونة يوم الخميس
اليكم ابرز درجات الحرارة المسجلة حول العالم الخميس الماضي الرابع من يوليو، والتي عكست هذا التحول المثير للانتباه:
* تشيلاس – باكستان: 48.4 درجة مئوية
* باختيارليك – تركمانستان: 48.2 درجة مئوية
* طبس – ايران: 47.6 درجة مئوية
* نوككوندي – باكستان: 47.4 درجة مئوية
* مشيكودوك – اوزبكستان: 47.0 درجة مئوية
* برج باجي مختار – الجزائر: 46.6 درجة مئوية
* خور – ايران: 46.6 درجة مئوية
* اياكاغيتما – اوزبكستان: 46.4 درجة مئوية
* بورديليك – تركمانستان: 46.4 درجة مئوية
* بيدون 5 – الجزائر: 46.3 درجة مئوية
خبراء المناخ يفسرون الظاهرة
وفي محاولة لفهم ابعاد هذه الظاهرة، اوضح الدكتور ايمن عبدالوهاب، خبير الطقس في جامعة جنوب الوادي بمصر، ان غياب دول الخليج عن هذه القائمة يعود بشكل رئيسي الى تغير مسار الكتل الهوائية الحارة التي اعتادت التحرك نحو المنطقة خلال فصل الصيف. ويشير الدكتور عبدالوهاب الى ان انظمة الضغط الجوي تتغير احيانا، مما يدفع الكتل الهوائية الساخنة نحو مناطق اخرى كجنوب اسيا واسيا الوسطى، لتسجل هناك درجات حرارة مرتفعة جدا، فيما تبقى دول الخليج تحت تاثير كتل هوائية اكثر اعتدالا نسبيا.
واضاف الخبير، متحدثا للعين الاخبارية، ان “هذه الظاهرة ليست دائمة، بل هي جزء طبيعي من التقلبات المناخية التي تؤثر على توزيع الحرارة حول العالم”. وتابع موضحا ان هذه التقلبات تتاثر بعوامل معقدة مثل حركة التيارات الهوائية في الغلاف الجوي، وتغير انماط الرياح الموسمية، بالاضافة الى التاثير المتزايد للتغير المناخي العالمي الذي يزيد من حدة تقلبات الطقس ويغير من توزع درجات الحرارة بصورة غير متوقعة. ويؤكد الدكتور عبدالوهاب على ضرورة المتابعة الدقيقة وتطوير نماذج تنبؤية متقدمة لفهم اعمق لكيفية تاثير هذه التغيرات على مختلف انحاء العالم مستقبلا.