حذر الدكتور محمود عنبر، الخبير الاقتصادي، من التداعيات الخطيرة للرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تصل نسبتها إلى 35% على بعض الواردات. تأتي هذه الخطوة في توقيت حرج للغاية على مستوى الاقتصاد العالمي، ما يثير قلقاً واسعاً بشأن مستقبل التجارة الدولية والاستقرار الاقتصادي.
مخاطر التضخم وتراجع التصنيع
أوضح الدكتور محمود عنبر أن السياسات الحمائية التي تتبناها الولايات المتحدة حالياً قد تؤدي إلى زيادة معدلات التضخم، وذلك على عكس الأهداف المعلنة التي تشمل تعزيز التصنيع المحلي وزيادة موارد الخزانة الأمريكية. هذه الإجراءات قد لا تحقق النتائج المرجوة، بل قد تتسبب في تأثيرات سلبية غير متوقعة على المستهلكين والاقتصاد على حد سواء.
ردود فعل دولية متباينة
قوبلت الإجراءات الأمريكية بردود فعل متباينة من مختلف الدول، حيث سارعت بعض الدول إلى فرض رسوم مضادة، كما حدث مع الصين التي ردت بالمثل على هذه القيود التجارية. في المقابل، فضلت دول أخرى مثل اليابان وفرنسا، البحث عن حلول دبلوماسية عبر فتح قنوات تفاوض مع واشنطن، في محاولة لتجنب تصعيد تجاري قد يهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي بأسره.
مستقبل غامض للمفاوضات وعواقب وخيمة
أبدى عنبر تشاؤمه الشديد بشأن فرص نجاح المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لوزير الاقتصاد الفرنسي. أكد الخبير الاقتصادي أن فشل هذه التفاهمات قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي، لا سيما في ظل الأزمات الراهنة كاستمرار الحرب الروسية الأوكرانية والتغيرات الجيوسياسية المتلاحقة التي تشهدها الساحة الدولية.
أضاف أن فرض مزيد من القيود التجارية سيسهم في تباطؤ التجارة العالمية بشكل كبير، ويدفع الدول للبحث عن بدائل للموردين الأمريكيين، مما يعمق من حالة الغموض والضبابية التي تكتنف الاقتصاد العالمي حالياً. محذراً من أن النتائج قد تكون كارثية إذا استمرت هذه السياسات الحمائية على ما هي عليه دون تغيير.