تُشير دراسات الخبراء إلى أن خيارات وجبة الإفطار تؤثر بشكل مباشر على مسار يومك وصحة جهازك الهضمي. فبينما يميل البعض لتخطي هذه الوجبة أو الاكتفاء بخيارات خفيفة، يُعد عصير البرتقال من المشروبات التي ينصح بتجنبها صباحًا، نظرًا لمخاطره المحتملة على الأمعاء والجهاز الهضمي على المدى الطويل، خلافًا للاعتقاد الشائع.
لماذا قد يضر عصير البرتقال بأمعائك؟
يُعتبر كوب عصير البرتقال مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية، حيث يحتوي على 26% من الكربوهيدرات، وغرامين من البروتين، و110 سعرات حرارية. كما يوفر 67% من الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين سي، بالإضافة إلى مغذيات دقيقة أخرى مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم وحمض الفوليك.
بالرغم من فوائد فيتامين سي العديدة في تعزيز المناعة وشفاء الجروح ومنع الأكسدة المبكرة، فإن تناول عصير البرتقال صباحًا قد يكون له آثار سلبية. يُعد هذا العصير غنيًا بالسكر، وغالبًا ما يتجاوز محتواه من السكر بعض المشروبات الغازية، مما يُحدث ضررًا بالأمعاء ويُصيبها بالتهيّج والخمول.
كما يُشير الأطباء إلى أن تناول عصير البرتقال على معدة فارغة قد يؤدي إلى تفاعل فيتامين سي مع حمض المعدة. هذا التفاعل يزيد من خطر الإصابة بقرحة المعدة بسهولة عند استهلاكه بكميات كبيرة، ويزيد من مستويات الحمض لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات سابقة في المعدة، مسببًا حرقة وتفاقمًا للقرحة.
يُسهم عصير البرتقال، رغم احتوائه على سكريات طبيعية، في ارتفاع سريع لمستوى السكر في الدم، مما يُحدث خللاً في توازن الأمعاء. فبالإضافة إلى دفعة الطاقة السريعة التي يمنحها في البداية، فإنه غالبًا ما يعقبه انهيار في الطاقة والمزاج العام، وهو ما يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية. هذا الارتفاع المفاجئ للسكر يُمكن أن يُسبب خللًا في ميكروبيوم الأمعاء الدقيق، الذي يتكون من مجموعة من البكتيريا الضرورية لهضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية، مما يؤدي إلى انتفاخ وانزعاج ويُضعف الجهاز المناعي.
بدائل صحية لوجبة إفطار تدعم أمعائك
يوصي خبراء التغذية بالبحث عن بدائل سهلة على الجهاز الهضمي، مثل كوب من الماء الدافئ الممزوج بالليمون. يُساعد هذا المشروب على ترطيب الجسم بفاعلية ويُنشط عملية الهضم بشكل طبيعي، مما يجعله بداية مثالية لليوم.
بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتغيير خيارات الإفطار لتشمل أطعمة كاملة تدعم صحة الأمعاء بشكل عام. يمكن اختيار البيض كمصدر غني بالبروتين، أو البروتينات النباتية مثل العدس والفاصوليا. هذه الأطعمة ليست فقط مفيدة للأمعاء والمعدة، بل تُساعد أيضًا على الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يقلل من الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة السكرية قبل موعد الغداء.
الوقت الأمثل لتناول عصير البرتقال والكمية الموصى بها
إذا كنت تُفضل عدم تناول عصير البرتقال على الإفطار، فما هو الوقت الأمثل لاستهلاكه؟ وفقًا لخبراء التغذية، يُعد الوقت الأنسب بعد ساعة أو ساعتين من تناول وجبة الإفطار أو الغداء. كما يُنصح بتناوله مباشرةً بعد عصره، لأن تركه مُعرضًا للهواء لفترة طويلة يُفقده قيمته الغذائية، خاصةً محتواه من فيتامين سي.
بالإضافة إلى ذلك، يجب الحرص على عدم تجاوز الكمية الموصى بها من عصير البرتقال يوميًا، والتي تُقدر بحوالي كوب واحد فقط، أي ما يعادل حوالي 200 مليلتر. الالتزام بهذه الكمية يُساعد على الاستفادة من فوائده دون التعرض لمخاطره المحتملة على الجهاز الهضمي وسكر الدم.