شهدت عدة مناطق ظواهر جوية غير مسبوقة تمثلت في هطول أمطار صيفية غزيرة بشكل مفاجئ، كشفت عن تحول خطير في الأنماط المناخية. يحذر الخبراء من أن هذه الظواهر ليست سوى البداية لتطرف مناخي عالمي غير مسبوق، يتطلب إجراءات عاجلة للحد من تداعيات الاحتباس الحراري وتحدياته المستقبلية.
سبب الظواهر الجوية المتطرفة
كشف الخبير البيئي عن أن الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخرًا كانت نتيجة التقاء منخفض جوي بارد قادم من الشمال مع هواء ساخن مشبع بالرطوبة. تجاوزت نسبة الرطوبة في الجو 60-70%، مما أدى إلى تكوّن سريع لسحب ركامية داكنة أفرغت حمولتها من الأمطار بغزارة مفاجئة وغير متوقعة في فصل الصيف. هذه الظاهرة لم تستمر لأكثر من عشر دقائق في كل موقع، لكن تأثيرها كان لافتًا ومقلقًا للغاية.
تحول مناخي خطير يهدد الفصول
أكد الخبير أن هذه الظواهر المناخية العابرة تكشف عن تحول خطير وجذري في الأنماط الجوية التقليدية. لم تعد الفصول الأربعة محددة كما كانت في السابق، وهو ما يعكس تطرفًا مناخيًا غير معتاد يشهده العالم حاليًا. لم يعد الوصف التقليدي لمناخ مصر بـ “صيف حار جاف وشتاء دافئ ممطر” دقيقًا، حيث تشهد البلاد ظواهر غير مسبوقة مثل ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في أشهر الربيع، مما يؤكد التغيرات الكبيرة في النظام المناخي العالمي.
تداعيات الاحتباس الحراري وحلول مقترحة
حذر الخبير من أن ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية منذ عام 1860، وارتفاع درجة حرارة البحر المتوسط بمقدار 2.3 درجة مئوية، يشكلان زيادة بسيطة لكنها كارثية على المنظومة المناخية. تعود هذه الزيادة إلى ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنسبة 50% (من 280 إلى 420 جزءًا في المليون) بسبب الأنشطة الصناعية وقطع الأشجار، مما أدى لاحتباس المزيد من الحرارة وتغيرات مناخية جذرية. ما نشهده اليوم من أمطار صيفية وأمواج عاتية في البحر المتوسط هو مجرد بداية، فالعالم مقبل على المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة التي ستشكل تحديًا كبيرًا للبشرية، مما يستدعي إجراءات عاجلة للحد من الانبعاثات الحرارية والتكيف مع هذه التغيرات المناخية التي أصبحت واقعًا لا مفر منه.