خطير .. محلل أسواق مالية: تدخلات ترامب في سياسة الفيدرالي تهدد الاقتصاد الأمريكي بكارثة

يُحذر محلل أسواق مال من أن أي تدخل مباشر للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في حال عودته، بقرارات الاحتياطي الفيدرالي قد يزعزع الثقة في المؤسسات المالية الأمريكية، ويفتح الباب أمام كارثة اقتصادية محتملة، خاصة في أسواق الدين. يرى الخبراء أن الأسواق ما زالت تسعر استقلالية الفيدرالي، مستبعدةً خفضًا للفائدة في يوليو.

تداعيات التدخل السياسي على الفيدرالي الأمريكي

حذر أحمد نجم، محلل أسواق المال، من أن أي تدخل مباشر من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قرارات الاحتياطي الفيدرالي، وخاصة فيما يخص خفض أسعار الفائدة، قد يؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات المالية الأمريكية. يرى نجم أن هذا التدخل قد يفتح الباب أمام كارثة اقتصادية محتملة، لاسيما في أسواق الدين الأمريكية الحيوية.

أشار نجم إلى أن مجرد الافتراض بأن الفيدرالي سيخضع لضغوط سياسية، يمثل خطراً كبيراً على استقراره. وأوضح أن الأسواق ما زالت تسعر استقلالية الفيدرالي بشكل قوي، رغم كل التوترات السياسية المحيطة بالانتخابات الأمريكية المرتقبة.

اقرأ أيضًا: ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء في الأسواق المصرية وفق مصدر رسمي

كما استبعد المحلل الاقتصادي حدوث أي خفض للفائدة في اجتماع يوليو القادم، في ظل بيانات اقتصادية أمريكية قوية للغاية. أبرز هذه البيانات استمرار قوة سوق العمل، وثبات التضخم رغم بعض الزيادات الطفيفة التي لم تؤثر جوهرياً، وعدم ظهور الأثر الكامل للتعريفات الجمركية الجديدة في بيانات الأسعار حتى الآن.

أسباب تراجع الثقة في الدولار عالمياً

في تعليقه على هبوط الدولار لأدنى مستوياته منذ عام 1973 خلال النصف الأول من عام 2025، أشار نجم إلى أن المحرك الأساسي لهذا التراجع هو فقدان الثقة العالمية في الدولار كعملة احتياطية رئيسية. وأكد أن هذا التراجع لا يعزى بالضرورة إلى سياسات معلنة من الإدارة الأمريكية الحالية.

أوضح نجم أن هناك تحولًا عالميًا ملموسًا نحو تقليل الاعتماد على الدولار في المعاملات والاحتياطيات. هذا التحول مدفوع بارتفاع حيازة البنوك المركزية العالمية من الذهب بشكل ملحوظ، وصعود تكتلات اقتصادية قوية مثل مجموعة البريكس، بالإضافة إلى بحث الأسواق عن بدائل مستقرة مثل اليورو كعملة احتياط محتملة للمستقبل.

اقرأ أيضًا: أخيراً.. الذهب رخص! انخفاض كبير في أسعاره بحلول تعاملات المساء

أضاف نجم أن نسبة الدولار في الاحتياطيات العالمية تراجعت بالفعل من 60% إلى 50% خلال الفترة الماضية، وهو مؤشر واضح على تحرك فعلي نحو تغيير جوهري في النظام النقدي العالمي. هذه الأرقام تعكس رغبة متزايدة لدى الدول في تنويع احتياطاتها وتقليل المخاطر المرتبطة بالتركيز على عملة واحدة.

حذر نجم من أن أي محاولة من ترامب لإقالة جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأمريكي، ستُعد سابقة خطيرة وغير معتادة في تاريخ السياسة النقدية للولايات المتحدة. أكد أن مجرد التفكير في هذه الخطوة سينعكس سلباً بشكل فوري على أسواق السندات، ويهدد بمزيد من الارتفاع في العائدات نتيجة فقدان “المصداقية الأمريكية” لدى المستثمرين.

توقعات الأسواق لقرارات الفائدة الأمريكية

أكد نجم أن الأسواق لا ترى حاليًا أي مبرر منطقي لخفض الفائدة، بل على العكس تماماً، تعتبر أن الفيدرالي نجح بشكل كبير في إدارة مرحلة ما بعد الجائحة الاقتصادية، وذلك رغم التيسير النقدي الكبير الذي نفذه سابقاً. هذا التقييم الإيجابي يعكس ثقة الأسواق في قدرة الفيدرالي على الموازنة بين دعم النمو والتحكم في التضخم.

مع استقرار أرقام التضخم الحالية، من المتوقع أن يتم تنفيذ خفضين فقط للفائدة هذا العام كحد أقصى. وقد تشهد الأسواق مزيدًا من التخفيضات في عام 2026 إذا ثبت وجود تباطؤ اقتصادي واضح ومستمر في الولايات المتحدة الأمريكية، مما قد يتطلب دعماً نقدياً إضافياً لتحفيز النمو.

ختم نجم تصريحاته قائلاً إن الأسواق حتى الآن لا تسعر خفضاً للفائدة بناءً على رغبة سياسية أو تدخلات خارجية. بل على العكس، ستحسم الأسواق موقفها وتوقعاتها بشكل كامل وفق البيانات الاقتصادية الصادرة. وأكد أن أي تدخل سياسي مباشر ستكون له نتائج سلبية حادة وفورية على الثقة بالدولار الأمريكي وسوق الدين الأمريكي بشكل عام.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *