أظهر سوق الأسهم السعودي أداءً قويًا خلال الأسبوع الماضي، مدعومًا بتحسن معنويات المستثمرين وبدء موسم إعلانات نتائج الربع الثاني. نجح السوق في الحفاظ على مستويات دعم نفسية مهمة، أبرزها الإغلاق فوق مستوى 11,200 نقطة، مما يعكس دخول سيولة جديدة وتمركز المستثمرين قبيل إعلانات الأرباح.
سوق الأسهم السعودي: زخم السيولة وموسم الأرباح
أكد الدكتور يوسف يوسف، المحلل المالي والمحاضر في التمويل والاستثمار، على الأداء المتين لسوق الأسهم السعودي الأسبوع الماضي. لفت إلى قدرة السوق على الإغلاق بثبات فوق مستوى 11,200 نقطة، وهو ما يعد مؤشرًا إيجابيًا يعكس الثقة المتزايدة لدى المستثمرين الحاليين والجدد.
وأضاف الدكتور يوسف أن السوق استفاد بشكل كبير من تحسن معنويات المستثمرين، إلى جانب تدفق سيولة جديدة مع انطلاق موسم إعلان نتائج الأعمال للربع الثاني من العام. هذا التدفق يعكس استعداد المستثمرين لتعزيز مراكزهم في السوق.
على الرغم من انخفاض طفيف في حجم التداول بنسبة 1.5%، شهدت قيم التداول ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 3.5%. يشير هذا التباين إلى دخول سيولة استثمارية قوية تركز على الأسهم الواعدة قبيل إعلانات الأرباح المرتقبة، مما يعكس ثقة المستثمرين في قيمة هذه الشركات.
أداء الشركات الكبرى: المراعي وأكوا باور تحت المجهر
تطرق الدكتور يوسف يوسف إلى نتائج شركة المراعي، مشيرًا إلى ارتفاع أرباحها بنسبة 4%. وصف هذا الأداء بالمتماسك والجيد، رغم كونه أقل من توقعات بعض المؤسسات المالية الكبرى مثل بلومبرج. حافظت الشركة على هامش دخل عملياتها قرب مستوى 15.5%، وذلك على الرغم من الضغوط المتزايدة التي فرضها ارتفاع التكاليف على القطاع ككل، مما يبرهن على قوة نموذج أعمالها.
كشف يوسف أن قرار المراعي برفع أسعار بعض منتجات المخبوزات بنسبة تصل إلى 30% سيضيف ما بين 150 إلى 200 مليون ريال سعودي إلى إيراداتها المستقبلية. يمثل قطاع المخبوزات حوالي 13% من إيرادات الشركة، مما يجعل هذا القرار ذا تأثير إيجابي كبير. بالإضافة إلى ذلك، توقع الدكتور يوسف أن يساهم انخفاض تكلفة التمويل في دعم أرباح الشركة بشكل إضافي خلال الفترات المالية المقبلة.
حول سهم أكوا باور، أشار الدكتور يوسف إلى التراجع الكبير الذي شهده السهم، حيث انخفض بنسبة تقارب 45% من أعلى مستوياته المسجلة. هذا الانخفاض جعل السهم أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن فرص واعدة في السوق. أكد أن جاذبية السهم تعززت بعد إعلان الشركة عن زيادة رأس المال لتمويل التوسعات الجديدة، بدلاً من الاعتماد على المديونية، مما يقلل من المخاطر المالية.
كما أوضح يوسف أن التوسع الخارجي لشركة أكوا باور، مثل الصفقة الجديدة في إندونيسيا، يعزز من النظرة المستقبلية الإيجابية للسهم. هذه الاستراتيجية التوسعية تفتح آفاقًا جديدة للشركة في أسواق النمو العالمية. توقع أن تشهد الفترة القادمة زخمًا كبيرًا في التداول على سهم أكوا باور وحقوق الاكتتاب المرتبطة به، مما قد يؤدي إلى تحسين الأداء المالي للشركة وتقليص الرافعة المالية.
آفاق الأسواق الخليجية: أساسيات قوية وتطلعات مستقبلية
في ختام تحليله، شدد الدكتور يوسف يوسف على أن الأسواق الخليجية ستبقى مدعومة بقوة أساسيات الشركات المتينة، إلى جانب سياسات التوسع والتنويع الاقتصادي الطموحة. هذه العوامل توفر بيئة استثمارية مستقرة وجاذبة للمستثمرين في المنطقة، وتعد عاملًا رئيسيًا في استمرار جاذبيتها.
وأكد أن المملكة العربية السعودية، ضمن رؤية 2030، تقود جهودًا كبيرة في هذا الصدد، مما يعزز من قدرة السوق على امتصاص أي تقلبات خارجية محتملة. ويراقب المستثمرون عن كثب نتائج قرارات أوبك+ بشأن رفع الإنتاج وتطورات أسواق النفط العالمية، إلا أن الأسس الاقتصادية القوية للمنطقة تظل هي الداعم الرئيسي.