رحيل علم من أعلام مصر.. وفاة سليم حسن عميد الأثريين المصريين مؤلف موسوعة مصر القديمة
سليم حسن، عميد الأثريين المصريين، أبرز علماء الآثار في مصر، ترك إرثاً علمياً ضخماً في مجال الآثار المصرية، أهمها اكتشاف مقبرة “رع ور” الضخمة قرب أهرامات الجيزة، وإصدار موسوعة “مصر القديمة” المكونة من 16 جزءاً. نستعرض في هذا المقال أهم محطات حياته وإنجازاته.
نشأة سليم حسن ودوره في ترسيخ الهوية المصرية
وُلد سليم حسن عام 1893 في قرية ميت ناجي بمحافظة الدقهلية. لعب دوراً محورياً في ترسيخ الهوية المصرية من خلال أبحاثه ودراساته عن تاريخ مصر وحضارتها، بدءاً من عصور ما قبل التاريخ وصولاً إلى العصر البطلمي. تناول في دراساته الدولة القديمة والوسطى، والعصر الرعامسي، والعهد الفارسي، مُوثقاً تاريخ مصر العريق.
مسيرة سليم حسن العلمية
درس سليم حسن في قسم التاريخ الفرعوني بمدرسة المعلمين، الذي أسسه أحمد كمال باشا. سافر إلى فرنسا لمدة أربع سنوات ونصف، حصل خلالها على ثلاث دبلومات في التاريخ الفرعوني. عُيّن أستاذاً للتاريخ القديم بجامعة فؤاد الأول بعد عودته، بتوصية من عميد الأدب العربي طه حسين. لكن طموحه دفعه إلى السفر إلى النمسا للحصول على الدكتوراه. أصبح أول مصري يقود بعثة جامعية رسمية لدراسة مصر القديمة. بدأ حفرياته في منطقة الأهرامات، واكتشف مقبرة أحد نبلاء الأسرة الخامسة تضم عشرات التماثيل.
اكتشافات سليم حسن الأثرية وإرثه العلمي
تواصلت اكتشافات سليم حسن الأثرية، حيث اكتشف 19 مصطبة في عام 1930، وجدران فناء الملك تحتمس الرابع عند سفح أبي الهول. وفي عام 1931، اكتشف هرم الملكة خنتكاوس و8 مقابر أخرى، بالإضافة إلى 32 مصطبة جديدة، ونشر حفرياته باللغة الإنجليزية. استمرت أعماله الاستكشافية لعشرة مواسم حتى عام 1939، حيث اكتشف 159 مصطبة من الدولة القديمة في الجبانة الشرقية بالجيزة. كرس سليم حسن وقته بعد ذلك لإصدار موسوعته الشهيرة “مصر القديمة” في 16 جزءاً، وكتاب “الأدب في مصر القديمة” في جزئين. كما ألف كتبًا أخرى باللغتين الإنجليزية والفرنسية، من بينها كتاب “أبو الهول” و”أقسام مصر الجغرافية في العهد الفرعوني”، وترجمة لكتاب “فجر الضمير”. توفي سليم حسن عام 1961 تاركاً إرثاً علمياً عظيماً.