مش مجرد أرقام.. هشام الغزالي يكشف كيف أصبحت بيانات مبادرة صحة المرأة كنزاً لمصر
تخطو مصر بخطوات ثابتة نحو مستقبل صحي أفضل، خاصة في مجال مكافحة الأورام، حيث باتت تمتلك كنزًا استراتيجيًا لا يُقدر بثمن. هذا الكنز، بحسب الدكتور هشام الغزالي، أستاذ الأورام ورئيس اللجنة القومية للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة، هو قاعدة بيانات طبية ضخمة تم جمعها على مدار سنوات طويلة من خلال برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي، مؤكداً أن هذه “البيانات الضخمة” أصبحت حجر الزاوية للمرحلة القادمة في جهود مكافحة الأمراض السرطانية.
تطور غير مسبوق: بروتوكولات علاج سرطان الثدي بمعايير عالمية
لم تتوقف الإنجازات المصرية عند الكشف المبكر فقط؛ بل امتدت لتشمل نموذجًا علاجيًا متكاملًا. فقد أولت الدولة اهتمامًا كبيرًا بوضع بروتوكولات علاجية حديثة تواكب أحدث المعايير العالمية، وقدمت أنواعًا من العلاج لم تكن متاحة من قبل ضمن بروتوكولات علاج السرطان في مصر.
العلاجات الموجهة والهرمونية: طفرة في علاج سرطان الثدي بمصر
ولأول مرة في تاريخها، أدرجت مصر العلاجات الموجهة ضمن بروتوكولات علاج سرطان الثدي، إضافة إلى الجيل الثاني من العلاجات الهرمونية المتقدمة. هذه الخطوة النوعية كان لها أثر مباشر وواضح في تقليل معدلات الوفيات وتحسين جودة حياة المرضى، حيث استفادت أكثر من 111 ألف سيدة من هذه البروتوكولات العلاجية المتطورة حتى الآن.
هدف استراتيجي: توطين صناعة الدواء وضمان العدالة الصحية
هذا الإقبال الكبير على العلاجات الحديثة لم يساهم فقط في شفاء المرضى، بل كان له دور استراتيجي آخر: توطين صناعة الأدوية في مصر. هذا التوجه يسهم بشكل مباشر في تقليل تكلفة العلاج وضمان سهولة الوصول إلى الدواء، وهو ما يُعد من الركائز الأساسية التي تسعى الدولة لترسيخها ضمن مبادئ العدالة الصحية.
مستقبل واعد: أدوية جديدة وتركيز على الوقاية من سرطان الثدي
المرحلة القادمة تبشر بالمزيد من التطور، حيث سيتم إضافة أدوية أكثر تطورًا إلى البروتوكولات العلاجية، بعضها لم يكن متاحًا في مصر من قبل. هذا المسار الطموح الذي تتبناه القيادة المصرية في مواجهة سرطان الثدي، لا يقتصر فقط على العلاج، بل يمتد ليشمل الوقاية والتنبؤ بالمرض قبل ظهوره، مستخدمين أحدث الأساليب العلمية والعلاجية.