صدمة دبلوماسية.. إسرائيل تعلن أمين عام الأمم المتحدة «شخصًا غير مرغوب فيه»
تصاعدت حدة التوتر بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وإسرائيل، بعد إعلان تل أبيب منعه من دخول أراضيها، ووصمه بأنه أصبح “شخصًا غير مرغوب فيه”. جاء هذا القرار الحاسم على خلفية عدم إدانة غوتيريش الصريحة للهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، ما دفع وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لتوجيه اتهامات قوية ضده.
لماذا تمنع إسرائيل أنطونيو غوتيريش من دخول أراضيها؟
أوضح وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الأربعاء، أن قرار منع الأمين العام للأمم المتحدة من دخول إسرائيل مبني على موقفه من الهجوم الإيراني. وأكد كاتس في بيان رسمي أن “كل من لا يستطيع إدانة الهجوم الإيراني الشنيع على إسرائيل لا يستحق أن يُسمح له بدخول الأراضي الإسرائيلية”. وأضاف بوصفه غوتيريش بأنه “أمين عام مناهض لإسرائيل ويدعم الإرهابيين والمغتصبين والقتلة”.
انتقادات غوتيريش لإسرائيل: ماذا قال الأمين العام عن غزة؟
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها غوتيريش غضب إسرائيل. ففي أكتوبر الماضي، وجه الأمين العام انتقادات حادة للضربات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. خلال اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك، شدد غوتيريش على أن “حماية المدنيين لا تعني إصدار أوامر لأكثر من مليون شخص بإخلاء منازلهم والانتقال جنوباً؛ حيث لا يتوفر مأوى أو طعام أو ماء أو دواء أو وقود، ويستمر قصف الجنوب نفسه”. كما لفت إلى أن الشعب الفلسطيني يعاني من احتلال مستمر منذ أكثر من 75 عاماً، وشهد تدميراً لأرضه بسبب المستوطنات، مما قوض آمالهم في إيجاد حل سياسي لمحنتهم.
دعوات إسرائيلية لاستقالة أنطونيو غوتيريش
في سياق متصل، دعا سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، إلى استقالة غوتيريش. وكتب إردان على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) أن “الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يُظهر تفهّماً لحملة القتل الجماعي للأطفال والنساء وكبار السن، ليس مؤهلاً لقيادة الأمم المتحدة”.
المادة 99: ورقة غوتيريش النادرة في مجلس الأمن
لم يكتفِ غوتيريش بالانتقاد اللفظي، بل لجأ في السابق إلى تفعيل المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة، وهي مادة نادراً ما تستخدم. هذه المادة تخوله “لفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تعرض للخطر حماية السلم والأمن الدوليين”. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها غوتيريش هذه الصلاحية منذ توليه منصبه في عام 2017. وحذر حينها من “خطر جسيم يتمثل في انهيار النظام الإنساني”، مؤكداً أن “الوضع يتدهور بسرعة ويتجه نحو كارثة لا رجعة فيها وعواقبها وخيمة على الفلسطينيين وعلى السلام والأمن في المنطقة”.