كلمة السر.. الدكتور علي جمعة يكشف عن الصيغة الأعدل لتعايش مجتمع متعدد الأديان

في ظل التحديات المعاصرة، تبرز أهمية مفهوم المواطنة كركيزة أساسية للتعايش السلمي في المجتمعات المتنوعة. هذا المفهوم الراسخ في تعاليم ديننا الحنيف، أكد عليه عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مستلهمًا ذلك من تجربة المدينة المنورة الفريدة في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف استوعبت هذه المدينة أطيافًا مختلفة من البشر لتؤسس لأول نموذج حقيقي للمواطنة.

المواطنة في الإسلام: رؤية الأزهر من وحي هجرة النبي

أوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، خلال حلقة خاصة بمناسبة هجرة النبي على قناة الناس، أن المواطنة تعني بالأساس وجود قيادة موحدة ومرجعية واحدة للمجتمع. ففي المدينة النبوية، كانت القيادة لسيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ورغم ذلك، لم تكن المدينة حكرًا على طائفة واحدة، بل كانت تضم مزيجًا فريدًا من المجتمعات والطوائف؛ من اليهود والمشركين، إلى المسلمين من أهل البلد (الأنصار)، والمسلمين الوافدين من خارجها (المهاجرين). وهكذا، تشكلت أربع طوائف رئيسية تعيش وتتعايش تحت سقف واحد.

وأضاف فضيلته، أن هذا التنوع قد يشمل وجود بعض المسيحيين في المدينة المنورة خلال تلك الحقبة، مستشهدًا بوفد نجران الذي زار المدينة في عهد النبوة. هذا التعدد الواسع في الطوائف المختلفة يبرهن على أن مبدأ المواطنة كان ولا يزال ضرورة حتمية لتحقيق التعايش والانسجام في أي مجتمع متعدد.

المواطنة والتعددية: أساس العدل والتعايش السلمي

واختتم عضو هيئة كبار العلماء حديثه بالتأكيد على أن مفهوم المواطنة هو الصيغة الأكثر عدلًا وشمولية لإدارة المجتمعات، فـ العدل دائمًا ما يمثل أساسًا لأي حكم أو ملك رشيد. كما أنها الأسلوب الأمثل الذي يتناسب تمامًا مع طبيعة التعدد والاختلاف البشري. فكلما وُجدت أشكال متعددة من الثقافات والأديان والطوائف، كلما كانت المواطنة ضرورية لضمان حقوق الجميع وكرامتهم؛ وبالتبعية، كلما ترسخت المواطنة، ازدهرت التعددية في إطار من الانسجام والسلام.

شاهد الفيديو: عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر يتحدث عن المواطنة