مش ممكن يتضرب.. رئيس الطاقة الذرية السابق يفجر مفاجأة عن “بوشهر” أخطر مكان في إيران ولهذا السبب لا يمكن قصفه

تصريحات مثيرة أطلقها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، محذرًا من أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية في إيران قد أدت إلى تدهور مفاجئ في الأمن النووي الإيراني، رغم عدم تسجيل أي تسرب إشعاعي حتى الآن. تعقيبًا على ذلك، أوضح الدكتور علي إسلام، رئيس هيئة الطاقة الذرية السابق، في لقاء ببرنامج “كلمة أخيرة” مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، أن الحديث عن الأضرار المحتملة من استهداف أي منشأة نووية هو أمر عام، ويعتمد على عدة عوامل أساسية؛ منها نوعية المواد المستخدمة في التخصيب وطبيعة المنشأة ذاتها، هل هي محطة لتوليد الطاقة النووية أم منشأة تخصيب فقط. وأكد الدكتور علي إسلام أن المنشآت الحساسة التي قد تتسبب في إطلاق إشعاعات أو مواد نووية بكميات كبيرة للجمهور لم تتعرض للاستهداف المباشر، وبالتالي فإن تدهور حالة الأمان النووي، وإن كان مقلقًا، لم يصل بعد إلى حد الكارثة.

متى يتحول استهداف المنشآت النووية إلى كارثة عالمية؟

يُجيب الدكتور علي إسلام على هذا السؤال الهام، مؤكدًا أن الخطر الأكبر، الذي يمكن أن يهدد العالم بأسره، يكمن في استهداف أي محطة نووية مخصصة لإنتاج الكهرباء. هذا النوع من الاستهداف هو الأكثر خطورة على الإطلاق، لأن حجم المواد المشعة وقدرة هذه المحطات (التي تنتج في المتوسط 1000 ميجاوات) تفوق بكثير قدرة مفاعلات الأبحاث (التي لا تتعدى 40-50 ميجاوات)، وبالتالي فإن تداعياتها تكون أضخم بكثير.

اقرأ أيضًا: مين دول؟.. أبرز قادة وعلماء إيران الذين قُتلوا في الضربات الإسرائيلية

مفاعل بوشهر الإيراني.. لماذا هو على رأس قائمة المخاطر؟

يُعتبر مفاعل بوشهر هو الأخطر بين المنشآت الإيرانية. يشرح الدكتور إسلام أن استهداف مفاعل أثناء عمله، خاصة مفاعل توليد الكهرباء، يمكن أن يؤدي إلى كارثة غير مسبوقة. ففي حالة انقطاع المياه اللازمة لتبريده، يحدث انصهار للمفاعل نفسه، وهو ما يختلف جذريًا عن أي محطة كهرباء تقليدية. نتيجة لذلك، تنبعث مواد نووية على شكل سحابة إشعاعية ضخمة قد تمتد لمسافات تصل إلى آلاف الكيلومترات. ويذكر أن هذا لم يحدث حتى في محطة زابوريجيا النووية بأوكرانيا، حيث استُهدفت المباني المحيطة بالمفاعل، لا المفاعل ذاته.

مخاطر صحية وبيئية تهدد المنطقة.. ما تأثير السحابة النووية؟

يُحذر الدكتور إسلام من التداعيات الصحية والبيئية الوخيمة لاستنشاق السحابة النووية. فالأشخاص القريبون من منطقة الانبعاث قد يصابون بأعراض خطيرة تصل إلى الوفاة، وتزداد حدة الأعراض كلما اقترب الشخص من مصدر الإشعاع. ورغم أن مصر بعيدة جغرافيًا عن إيران، إلا أن دول الخليج تقع على مسافة قريبة جدًا، بحدود تتراوح بين 200 و300 كيلومتر. هذه الانبعاثات، في حال وقوعها، ستؤثر بشكل مباشر على المياه الجوفية، مما يستدعي تفعيل إجراءات طوارئ واسعة النطاق تشمل الإخلاء وبناء المخابئ لحماية السكان.

اقرأ أيضًا: عاجل.. أخبار مصر.. غدا آخر فرصة للتقديم على وظائف فى مشروع الضبعة النووية

هل تشكل محطات فوردو وأصفهان خطرًا مشابهًا؟

أما بخصوص محطتي فوردو وأصفهان وبقية المنشآت النووية الأخرى في إيران، فأوضح الدكتور علي إسلام أن استهدافها المباشر قد يتسبب في انبعاثات إشعاعية، لكنها لا تصل إلى مستوى الكارثة الشاملة. هذه الانبعاثات يمكن احتواؤها نسبيًا، وقد تقتصر آثارها على المنطقة المحلية المحيطة بالمنشأة أو على المياه الجوفية. كما أشار إلى وجود عوامل طبيعية قد تحد من تأثير الضربة، مثل نوع التربة في بعض الأماكن، والتي قد تساهم في تقليل انتشار المواد النووية أو مدة تأثيرها.

اقرأ أيضًا: تأثيرك حقيقي.. أمين المصريين بالخارج بالجبهة الوطنية: أنت شريك في رسم المستقبل

صحفي متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية، يكتب في جريدة "مانشيت" بزاوية تحليلية تجمع بين الدقة والعمق. يهتم بتبسيط القضايا المعقدة وعرضها بلغة واضحة تربط القارئ بالحدث من جميع جوانبه.