الأرقام لا تكذب.. خبراء يكشفون المكسب والخسارة الحقيقية في الصراع الإيراني الإسرائيلي

في خضم التوترات المتصاعدة بمنطقة الشرق الأوسط، تتجه الأنظار إلى مستقبل الصراع وتأثير الأطراف الدولية عليه. خبراء استراتيجيون يحللون طبيعة المواجهة بين القوى الإقليمية، مسلطين الضوء على الاستراتيجيات المتبعة وتأثيرها على الديناميكيات الجيوسياسية.

مستقبل الصراع.. هل تتدخل أمريكا؟

أوضح الدكتور سلامة، خلال حواره مع الإعلامي تامر أمين في برنامج “آخر النهار” على قناة النهار، أن مدة المواجهات واحتمالية تدخل أطراف كبرى مثل الولايات المتحدة هما عاملان حاسمان في تحديد مسار الصراع. وأشار إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق ترامب المتناقضة أضافت المزيد من الغموض للمشهد.

اقرأ أيضًا: محدش يقرب.. نقيب الأشراف: سيادة مصر وحدودها خط أحمر لا يمكن المساس به

صراع المشاريع: إسرائيل تسعى للتوسع وإيران للهيمنة

بيّن سلامة أن المنطقة تشهد صراعًا بين مشروعين رئيسيين: أولهما المشروع الصهيوني الذي يسعى لفرض التوسع الاستيطاني وتأكيد قوة إسرائيل في المنطقة. أما الثاني، فهو المشروع الإيراني الذي يهدف إلى الهيمنة الإقليمية، مستفيدًا من غطاء ديني لتعزيز نفوذه وتمدده.

كيف خدعت إيران إسرائيل عسكريًا؟

في تحليل دقيق، كشف سلامة كيف تمكنت إيران من خداع إسرائيل عسكريًا بعد تلقيها ضربة قوية في الأيام الأولى. فقد اعتمدت طهران استراتيجية ذكية بدأت بإرسال صواريخ ضخمة لكنها غير مؤثرة في البداية، ثم تبعتها صواريخ باليستية عالية التأثير مثل “فتاح” و”سيجيل“. هذه الخطوة قللت من عدد الصواريخ التي وصلت إلى إسرائيل، لكنها زادت بشكل كبير من فعاليتها ووقعها العسكري.

اقرأ أيضًا: عاجل.. وزير التعليم العالى يشدد على التعاون بين مستشفيات الجامعات الخاصة والحكومية

ترامب والمصالح الأمريكية: عقوبات بدل المواجهة

أكد سلامة أن ترامب يفضل تجنب أي تورط عسكري مباشر في المنطقة، ويسعى بدلاً من ذلك إلى التفاوض عبر وسطاء. هدفه الأساسي هو تأمين المصالح الأمريكية في الخليج، خاصة في ظل المنافسة المتزايدة مع الصين. لذلك، يستخدم العقوبات الاقتصادية كأداة رئيسية لاستنزاف إيران دون اللجوء إلى مواجهة عسكرية مباشرة.

إيران تستعيد هيبتها وتعتمد على حرب استنزاف

من جانبه، أكد الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية، أن إيران استعادت جزءًا كبيرًا من هيبتها داخليًا بفضل ردودها القوية على إسرائيل، خاصة بعد استهداف مدن مركزية مثل حيفا وتل أبيب. وأضاف لاشين أن عنصر الوقت يلعب في مصلحة إيران التي تعتمد على حرب استنزاف طويلة الأمد، وهو ما تفتقر إليه إسرائيل التي تعاني من “نقص الروح” رغم تفوقها التكنولوجي والدعم الأمريكي الهائل.

اقرأ أيضًا: قبل ما تحجز.. توجيهات وزارة السياحة الحصرية لموسم الحج 2025.. تفاصيل لا تفوتها

القبة الحديدية في مرمى الاستنزاف الإيراني

أوضح لاشين أن استراتيجية إيران أدت إلى استنزاف صواريخ إسرائيل الاعتراضية، مما قلل من فاعلية منظومة القبة الحديدية بشكل ملحوظ. ونتيجة لذلك، تقلصت فترة الإنذار من عشر دقائق إلى دقيقتين فقط، الأمر الذي يضع تحديًا كبيرًا أمام الدفاعات الإسرائيلية.

الحصار يتحول لميزة: صواريخ ومسيرات إيرانية ضخمة

وأشار لاشين إلى أن إيران استغلت سنوات الحصار لتطوير قدراتها الصاروخية بشكل هائل، محولة بذلك العيب إلى ميزة استراتيجية. أصبحت طهران تمتلك اليوم مخزونًا ضخمًا من الصواريخ الباليستية والمسيرات، مما يعزز قوتها الرادعة في المنطقة.

اقرأ أيضًا: مش خلصنا منه؟.. مدير الصحة العالمية يؤكد: جدرى القرود لسه طوارئ صحية عالمية ومصدر قلق دولي

تحذيرات المرشد الإيراني: ردع أمريكا وحماية المصالح

أكد لاشين أن تصريحات المرشد الإيراني تهدف بشكل أساسي إلى ردع أمريكا. فقد حذّر المرشد من أن مصالح الولايات المتحدة في المنطقة ستكون هدفًا إذا ما قررت التدخل العسكري.

مستقبل النظام الإيراني: بين الإسقاط والمرونة

يرى لاشين أن الهدف الإسرائيلي-الأمريكي الحالي قد لا يكون بالضرورة إسقاط النظام الإيراني، لكنه قد يصبح هدفًا مستقبليًا، خاصة وأن إسرائيل تسعى لوجود نظام إيراني أكثر مرونة تجاهها. ولفت إلى أن الداخل الإيراني يشهد تماسكًا نسبيًا، حيث تدعم مظاهرات مليونية النظام بعد صلاة الجمعة، وهي مدفوعة بالأيديولوجية الدينية ومصالح اجتماعية مرتبطة بمؤسسات قوية مثل الحرس الثوري الذي يسيطر على نحو 40% من اقتصاد البلاد.

اقرأ أيضًا: عاجل.. قانون حماية المستهلك.. 7 سلع لا تُرد ولا تستبدل أبرزها الملابس الداخلية

صحفي متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية، يكتب في جريدة "مانشيت" بزاوية تحليلية تجمع بين الدقة والعمق. يهتم بتبسيط القضايا المعقدة وعرضها بلغة واضحة تربط القارئ بالحدث من جميع جوانبه.