مخرج من الألم.. البرلمان البريطاني يقر قانونًا جديدًا يسمح بـ”القتل الرحيم” للمصابين بأمراض مستعصية لا أمل في شفائها

في خطوة تاريخية ومثيرة للجدل، وافق البرلمان البريطاني اليوم على مشروع قانون “القتل الرحيم” أو ما يُعرف بـ “المساعدة على إنهاء الحياة”. يسمح هذا القانون للمرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية ولا يُرجى شفاؤها، وتسبب لهم آلامًا ومعاناة شديدة، بالحصول على المساعدة لإنهاء حياتهم، وفقًا لما ذكرته وكالة “رويترز”.

شروط تطبيق قانون المساعدة على إنهاء الحياة في بريطانيا

وضع القانون الجديد شروطًا صارمة وواضحة لضمان تطبيق مبدأ “المساعدة على إنهاء الحياة” بمسؤولية وحماية لحقوق المريض. وتشمل هذه الشروط ما يلي:

اقرأ أيضًا: جهز خططك.. هيئة الأرصاد تعلن استقرار الأحوال الجوية على كافة أنحاء الجمهورية.

  • أن يكون المريض بالغًا وعاقلًا، ومدركًا تمامًا وكامل الإدراك لقراره المصيري.
  • يجب أن يكون قد تم تشخيص المريض طبيًا بأنه مصاب بمرض مميت، ويُتوقع أن يتوفى خلال ستة أشهر أو أقل.
  • أن يقدم المريض طلبًا طوعيًا ومكتوبًا لإنهاء حياته، ويجب أن يكون هذا الطلب خاليًا من أي ضغط أو تأثير خارجي، مع تأكيده على قراره بعد فترة كافية من التفكير.
  • يجب أن يتم تقييم حالة المريض والموافقة عليها من قبل طبيبين مستقلين على الأقل، بالإضافة إلى مراجعة قضائية لضمان الشفافية والامتثال.
  • أن تتم عملية إنهاء الحياة بواسطة المريض نفسه، بعد تلقيه العقار المناسب، وذلك دون أي تدخل مباشر من الأطباء في تنفيذ العملية.

بريطانيا تنضم لقائمة الدول التي تسمح بالقتل الرحيم

بموجب هذا التغيير التشريعي، تنضم بريطانيا إلى قائمة متزايدة من الدول حول العالم، خاصة في أوروبا، التي تسمح بأشكال مختلفة من القتل الرحيم أو المساعدة على إنهاء الحياة، ومن أبرز هذه الدول بلجيكا وهولندا.

الجدل الدائر.. حماية أم إكراه؟

يثير هذا القانون نقاشًا واسعًا في الأوساط المجتمعية والطبية. فمن جانب، يرى المؤيدون أن قانون المساعدة على إنهاء الحياة سيمنح المصابين بأمراض عضال حماية أكبر لكرامتهم الشخصية وخيارات أوسع للتحكم في نهاية حياتهم ومعاناتهم. بينما يعرب المنتقدون عن مخاوف جدية من أن هذا القانون قد يفتح الباب أمام إمكانية الضغط على الأشخاص الضعفاء أو كبار السن لطلب الموت، مما يثير تساؤلات أخلاقية واجتماعية عميقة.

اقرأ أيضًا: عاجل.. قطار تالجو.. مواعيد وأسعار الرحلات على خطوط السكة الحديد

صحفي متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية، يكتب في جريدة "مانشيت" بزاوية تحليلية تجمع بين الدقة والعمق. يهتم بتبسيط القضايا المعقدة وعرضها بلغة واضحة تربط القارئ بالحدث من جميع جوانبه.