نصيحة العمر.. رئيس جامعة الأزهر: “وتزودوا” منهج رباني للتربية والارتقاء بالروح

في رحلة الحياة، يبحث الإنسان عن الزاد الذي يعينه على مصاعبها، لكن القرآن الكريم يرسم لنا طريقًا أعمق وأشمل لهذا الزاد. يكشف الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، الأبعاد الخفية للآية الكريمة “وتزودوا فإن خير الزاد التقوى”، موضحًا كيف ترتقي هذه الآية بمفاهيمنا من الماديات إلى الروحانيات، لتكون منهجًا تربويًا متكاملًا.

التقوى: الزاد الحقيقي للدنيا والآخرة

في حلقة مميزة من برنامج “بلاغة القرآن والسنة”، المذاع على قناة الناس، أوضح رئيس جامعة الأزهر الشريف أن الآية تبدأ بلفظة “تزودوا”، التي تستحضر في أذهاننا فورًا زاد المسافر من طعام وشراب. لكن المفاجأة البيانية العظيمة تأتي بكلمة “التقوى”، لتجعلها هي الزاد الأساسي، ليس فقط لحياتنا الدنيا، بل الأهم لرحلتنا نحو الآخرة. إنها دعوة للتأمل في جوهر ما نحتاج إليه حقًا.

اقرأ أيضًا: مصر بتصنع.. وزير الصناعة يكشف تفاصيل إنتاج لبن الأطفال محليًا بعد توجيهات الرئيس

النهج النبوي: كيف جسّد الرسول مفهوم التقوى؟

لم يكتفِ النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتلقي هذا المعنى القرآني، بل جسّده في حياته اليومية وسلوكه مع أصحابه. يضيف الدكتور سلامة داود أن النبي كان إذا ودّع مسافرًا وسأله الصحابي: “زودني يا رسول الله”، كانت إجابته تحمل المعنى القرآني ذاته: “زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ووجهك إلى الخير حيثما توجهت.” هذه الإجابة النبوية هي استخلاص مباشر لروح الآية، وتطبيق عملي لمفهوم الزاد الحقيقي.

مثال آخر من بلاغة القرآن: “لباس التقوى”

هذا النمط البياني العميق لا يقتصر على آية الزاد فقط، بل يتكرر في مواضع أخرى من القرآن الكريم. يشير رئيس جامعة الأزهر إلى آية: “يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا”. هنا، ينتقل الذهن تلقائيًا إلى اللباس الظاهري الذي يستر الجسد ويزينه. لكن بعد ذلك، تأتي القفزة البيانية العميقة: “ولباس التقوى ذلك خير”، ليوجهنا الله سبحانه وتعالى إلى اللباس الحقيقي الذي يحمي الإنسان ويقيه من عذاب الله.

اقرأ أيضًا: عاجل.. هيئة الرقابة الإدارية تستقبل وفدًا من مجموعة “إيه بى موللر – ميرسك”.. صور

ماذا نتعلم من هذا المنهج القرآني في حياتنا؟

يؤكد الدكتور سلامة داود أن هذا المنهج القرآني الفريد يعلمنا كيف نرتقي في خطابنا وتعاملاتنا وسلوكياتنا. إنه يدعونا إلى عدم الاكتفاء بالإجابات السطحية عند سؤالنا عن أمور دنيوية بسيطة، بل يجب أن نرتقي بالحديث إلى مستوى أسمى. كما فعل القرآن، يمكننا أن نجيب عن السؤال ثم نضيف: “هل أدلك على ما هو أعظم؟”، موجهين السائل نحو المعاني الأعمق والأكثر نفعًا.

آية واحدة.. ومثال خالد في طلب الزاد الروحي

رغم أن آية “وتزودوا فإن خير الزاد التقوى” لم تتكرر في القرآن سوى مرة واحدة، إلا أنها أصبحت مثالًا خالدًا ومرجعًا أساسيًا يُستشهد به في كل موقف يُطلب فيه الزاد الحقيقي، وهو زاد الروح: التقوى. إنها دعوة دائمة لنا لنتزود بما ينفعنا في دنيانا وآخرتنا، وأن نركز على الزاد الباقي الذي يرفع من قدرنا ويقربنا إلى الله.

اقرأ أيضًا: عاجل.. توجيه رئاسى بشأن البنزين المغشوش: محاسبة المتسببين واتخاذ التدابير اللازمة

اقرأ أيضًا:

للقطاع الخاص.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية وثورة يونيو 2025

اقرأ أيضًا: أوعى تتخم.. اعرف أسعار الموز والبطيخ وكل الفاكهة في الأسواق اليوم الخميس 5 يونيو 2025

استخراج 13 ناجِ أسفل أنقاض عقاري حدائق القبة

“معلومات الوزراء”: تحويل السيارة للغاز يوفر 2270 جنيهًا شهريًا للمواطن

اقرأ أيضًا: من قلب الأهرامات.. إطلاق خدمات الجيل الخامس للمحمول في مصر

قانون العمل الجديد| حالات يُمنع فيها فصل الموظف – تفاصيل

صحفي متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية، يكتب في جريدة "مانشيت" بزاوية تحليلية تجمع بين الدقة والعمق. يهتم بتبسيط القضايا المعقدة وعرضها بلغة واضحة تربط القارئ بالحدث من جميع جوانبه.