محدش كان يتوقع.. أستاذة سياسية تكشف سر عدم إغلاق إيران لمضيق هرمز وتجنبها صراع عالمي
تُثير التوترات المتصاعدة في المنطقة تساؤلات عديدة حول نوايا إيران بشأن مضيق هرمز الاستراتيجي. فهل يمكن لطهران أن تُقدم على خطوة إغلاقه حقًا؟ الدكتورة نيفين وهدان، أستاذة العلوم السياسية، تُجيب بوضوح بأن ذلك أمر مستبعد تمامًا، رغم التصعيد الأخير في المواجهة مع الكيان الصهيوني. تؤكد وهدان أن إغلاق المضيق يحمل في طياته تبعات كارثية قد تُشعل صراعًا إقليميًا أو حتى عالميًا واسع النطاق.
لماذا لن تغلق إيران مضيق هرمز؟ التبعات الخطيرة
خلال حوارها في برنامج “خط أحمر” مع الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أوضحت الدكتورة نيفين وهدان أن مضيق هرمز ليس مجرد ممر مائي عادي، بل هو ممر استراتيجي دولي حيوي. تشترك إيران في حدوده مع سلطنة عُمان، مما يعني أن أي محاولة لإغلاقه بشكل أحادي ستضع طهران في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي بأسره. هذا يخص بالذات الدول الكبرى التي تعتمد بشكل أساسي على نفط الخليج لتلبية احتياجاتها الاقتصادية.
الأثر الاقتصادي المدمر لإغلاق المضيق على العالم
لا يتوقف الأمر عند المواجهة السياسية، فالأبعاد الاقتصادية لإغلاق مضيق هرمز ستكون وخيمة. تؤكد الدكتورة نيفين وهدان أن أي تعطيل لحرية الملاحة في هذه المنطقة الحيوية سيُحدث ارتفاعًا جنونيًا في أسعار النفط عالميًا، مما سيلحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد العالمي. هذا الأمر سيجبر الدول على البحث عن بدائل مكلفة لنقل النفط، مثل اللجوء إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وهو ما سيزيد من تكلفة السلع بشكل عام ويُفاقم من مشكلة التضخم على مستوى العالم.
مضيق هرمز.. ورقة ضغط تفاوضية لا غير!
وشددت أستاذة العلوم السياسية على أن إيران تستخدم مضيق هرمز كورقة ضغط تفاوضية قوية، لكنها لا تملك نية حقيقية للإقدام على غلقه. تُشير وهدان إلى أن هذه التحركات والتصريحات تأتي ضمن إطار التمهيد لمفاوضات مرتقبة، يُتوقع أن تنطلق خلال الأيام القادمة. وتحدثت عن وجود وساطات عمانية نشطة، بالإضافة إلى رسائل روسية واضحة تُطالب إسرائيل بوقف التصعيد العسكري في المنطقة، مما يؤكد أن الهدف هو الدفع نحو طاولة المفاوضات وليس التصعيد العسكري.
حرب نفسية واستراتيجية الردع الإيرانية
واختتمت الدكتورة نيفين وهدان تصريحها بالقول إن المنطقة تشهد حاليًا حالة من الحرب النفسية والسياسية المعقدة. وأوضحت أن إيران تسعى لتحقيق الردع باستخدام أدوات الضغط المختلفة، لكنها تحرص في الوقت ذاته على عدم تجاوز الخطوط الحمراء. الهدف الأساسي هو تجنب أي تصعيد قد تخرج نتائجه عن السيطرة، والحفاظ على هامش المناورة في المشهد الإقليمي والدولي.