قنبلة روسية.. موسكو تحذر: دعم أمريكا لإسرائيل سيفتت إيران

كشفت روسيا عن تحذيرات واضحة وجهتها للولايات المتحدة الأمريكية، محذرةً إياها من مغبة تقديم دعم عسكري مباشر لإسرائيل أو المشاركة في أي عملية تستهدف الأراضي الإيرانية. وجاء هذا التحذير القاطع على لسان حسين مشيك، مراسل القاهرة الإخبارية في موسكو، الذي أكد أن أي خطوة من هذا القبيل قد تؤدي إلى تفجير الأوضاع بشكل كارثي في المنطقة بأسرها.

وأوضح مشيك، خلال حديثه في مداخلة متلفزة مع الإعلامي همام مجاهد، أن الموقف الروسي الرسمي يعكس قلقًا بالغًا. فقد أكد سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن أي تدخل أمريكي مباشر في الصراع سيُفاقم بشكل كبير حالة عدم الاستقرار القائمة، محذرًا من أن ذلك قد يدفع المنطقة نحو مواجهة شاملة قد تصبح وشيكة للغاية.

لماذا إيران؟ الأهمية الاستراتيجية لطهران في عيون موسكو

يرى الخبراء الروس أن استمرار وتصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل قد يدفع موسكو في النهاية إلى التدخل المباشر. هذا التدخل قد يأخذ أشكالًا متعددة، سواء عبر أدوات سياسية قوية أو حتى من خلال خيار عسكري مباشر. تكمن هذه النظرة في الأهمية الاستراتيجية الكبيرة التي تمثلها إيران لروسيا.

فإيران ليست مجرد دولة مجاورة؛ إنها تُعد بوابة روسيا إلى المحيط الهندي والمياه الدافئة، وهو ما يمنحها ميزة جيوسياسية لا غنى عنها. علاوة على ذلك، تُشكل طهران حائط صد حيويًا أمام أي اضطرابات محتملة في منطقة آسيا الوسطى، التي تعتبرها موسكو جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومي.

مخاوف “داعش”: الفراغ الأمني يهدد “العمق الاستراتيجي” الروسي

لا تقف المخاوف الروسية عند حدود التصعيد الإقليمي فحسب. فموسكو تخشى بشدة من السيناريو الذي قد يؤدي فيه تفكك النظام الإيراني، في حال نفذت واشنطن ضربة حاسمة ضده، إلى خلق فراغ أمني واسع النطاق. هذا الفراغ يمكن أن تستغله بسهولة جماعات إرهابية مثل تنظيم “داعش” لتعزيز نفوذها ونشاطها.

تتركز هذه المخاوف بشكل خاص على المناطق الحدودية الحساسة بين إيران ودول آسيا الوسطى، مثل طاجيكستان، تركمانستان، كازاخستان، وأوزبكستان. هذه المناطق تُصنفها روسيا على أنها “عمق استراتيجي” لها، وأي زعزعة لاستقرارها تمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

حادثة “كروكس” تعيد المخاوف: تسلل المتطرفين إلى الأراضي الروسية

أعاد الهجوم الإرهابي الأخير الذي استهدف قاعة “كروكس سيتي هول” في موسكو، والذي تبنّته “داعش”، إحياء المخاوف الروسية القديمة والمتجددة بشأن تسلل الجماعات المتطرفة إلى أراضيها. تتفاقم هذه المخاوف خصوصًا مع القرب الجغرافي من الحدود الإيرانية ومناطق النفوذ الروسي، مما يجعل من سيناريو التسلل المتطرف هاجسًا أمنيًا كبيرًا لموسكو.