تشهد مصر خطوات حاسمة لتعزيز أمنها من الطاقة، خاصة فيما يتعلق بضمان إمدادات الغاز والنفط. ففي ظل التحديات الإقليمية والعالمية، تتخذ القاهرة إجراءات استباقية لضمان استمرارية تدفق الطاقة لتلبية احتياجات المواطنين ومحطات الكهرباء والصناعة. كشف مسؤول مصري عن تفاصيل هامة حول هذه الجهود، مؤكداً على أهمية الاستثمارات في البنية التحتية للطاقة والتعاقدات طويلة الأجل لضمان استقرار الإمدادات.
تعزيز إمدادات الغاز: سفن التغويز في صدارة الحلول
أوضح يوسف، خلال مداخلة هاتفية له عبر قناة “إكسترا نيوز”، أن مصر تعول بشكل كبير على سفن تغويز الغاز لزيادة المعروض وتلبية الطلب المتزايد. فمع تشغيل ثلاث سفن تغويز حالياً، اثنتان منها تعملان بالفعل في منطقة السخنة، من المتوقع أن توفر هذه السفن مجتمعة حوالي 2.25 مليار قدم مكعب من الغاز يومياً. ويجري العمل حالياً على ربط السفينة الثالثة قريباً لتدخل الخدمة.
وأشار يوسف إلى أن هذه السفن ستلعب دوراً محورياً في تحقيق التوازن بين العرض والطلب على الغاز في السوق المصري. مؤكداً أن مصر تتطلع لاستقبال سفينة تغويز رابعة بحلول شهر يوليو المقبل، بهدف تلبية احتياجات محطات الكهرباء من الغاز بشكل كامل، وهو ما يعكس التزام الدولة بضمان استمرارية التيار الكهربائي.
تحديات الغاز: أثر الصراعات الإقليمية والحلول البديلة
لم يخفِ المسؤول التأثيرات التي طالت إمدادات الغاز على مصر، مشيراً إلى أن انقطاع الغاز الوارد من منطقة الشرق، نتيجة للصراع الإسرائيلي-الإيراني، قد تسبب في عجز يومي يتراوح بين 600 و650 مليون قدم مكعب. هذا النقص دفع مصر للبحث عن بدائل عاجلة، واللجوء إلى السولار والمازوت لتغطية الفجوة.
أمن النفط: تعاقدات طويلة الأجل ومخزونات استراتيجية
في سياق متصل، أكد يوسف أن مصر تعتمد بشكل كبير على تعاقدات طويلة الأجل مع دول الخليج، لا سيما الكويت والسعودية والعراق، لاستيراد النفط الخام. هذه التعاقدات ليست مجرد صفقات تجارية عادية، بل تتضمن ميزات سعرية وتسهيلات في السداد قد تمتد لتسعة أشهر، مما يوفر مرونة مالية كبيرة لمصر.
ولتعزيز أمنها النفطي، لفت يوسف إلى وجود مخزونات ضخمة من النفط السعودي في منطقة سيدي كرير الساحلية. هذه المخزونات الاستراتيجية تمنح مصر مرونة وقدرة على مواجهة أي اضطرابات محتملة في إمدادات النفط العالمية، خاصة تلك التي قد تنشأ في مضيق هرمز الحيوي. وأضاف أن هناك خطة طوارئ شاملة تتضمن استيراد خامات بديلة من أسواق عالمية متنوعة في حال انقطاع أي من الإمدادات التقليدية.