كشف المفكر الاستراتيجي البارز سمير غطاس، في حوار مثير مع الإعلامي عمرو أديب ضمن برنامج “الحكاية” على قناة “إم بي سي مصر”، عن تفاصيل مهمة تتعلق بعملية وصفها بأنها ضربة استخباراتية وعملياتية استثنائية لإيران، مشبهًا إياها بـ حرب 1967 في دقتها واستباقيتها المذهلة. هذا التحليل يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول حجم الاختراق الإسرائيلي للعمق الإيراني وتداعياته المحتملة.
ضربة قاصمة: قيادات إيرانية بارزة وعلماء نوويون في مرمى الاستهداف
أوضح غطاس أن إيران تعرضت لاختراق استخباراتي غير مسبوق، تمكنت إثره إسرائيل من تصفية عدد كبير من القيادات البارزة في قلب طهران. ومن ضمن أبرز المستهدفين، أشار غطاس إلى حسن نصر الله، وقاسم سليماني، ومحسن فخري زاده، إضافة إلى 20 قائدًا عسكريًا و14 عالمًا نوويًا، وكل ذلك في يوم واحد. هذا يؤكد عمق التغلغل الاستخباراتي الذي شهدته الساحة الإيرانية.
تقنيات متطورة ومفاجئة: كيف نجحت العملية؟
نجاح إسرائيل في هذه العملية، بحسب غطاس، يعود بالأساس إلى اعتمادها على تقنيات متقدمة وغير تقليدية. وضرب مثالاً على ذلك تفجير 4 آلاف جهاز بيجر في بيروت، بالإضافة إلى استخدام طائرات بدون طيار انتحارية لاستهداف أهداف محددة بدقة بالغة. وأشار إلى أن هذه التقنيات استلهمت من عمليات مشابهة تم تنفيذها في أوكرانيا، مما يعكس تطوراً في أساليب المواجهة العسكرية والاستخباراتية.
شل البرنامج النووي: استهداف حيوي لمفاعلات إيران
أكد غطاس أن هذه العملية، التي قادها رئيس الأركان إيال زمير، لم تكن مجرد تصفية، بل كان لها هدف استراتيجي أبعد؛ فقد نجحت في تعطيل البرنامج النووي الإيراني. تم ذلك من خلال استهداف دقيق لمنظومة التهوية والأنفاق في أحد المفاعلات الرئيسية، الأمر الذي قد يؤدي إلى انهيارات داخلية في البنية التحتية النووية الإيرانية. ورغم الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة، يرى غطاس أن هذا الإنجاز يعكس مقاربة عسكرية واستخباراتية حديثة جدًا، مدعومة بقوة الذكاء الاصطناعي.
المرحلة القادمة: مفاوضات رغم التعطيل النووي
حذر غطاس من أن إيران فشلت في استخلاص الدروس من عمليات التصفية السابقة التي استهدفت قياداتها وعلمائها. ومع ذلك، شدد على أن المرحلة القادمة ستشهد عودة المفاوضات، لكنه أكد أن البرنامج النووي الإيراني سيظل معطلاً لفترة طويلة. هذا التصريح يلقي الضوء على تعقيدات المشهد السياسي والأمني، حيث تتشابك العمليات العسكرية مع المسارات الدبلوماسية.
صراع إقليمي أم حرب عالمية؟ دور القوى الكبرى
وفي ختام تحليله، شدد سمير غطاس على أن الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل ليس مرشحًا للتصعيد ليتحول إلى حرب عالمية واسعة النطاق. إلا أنه لم يستبعد احتمالية أن تلجأ قوى كبرى مثل الصين وروسيا إلى الاستعانة بكوريا الشمالية كوكيل أو “مندوب” لهما، وذلك لتقديم الدعم والمساندة لحليفتهما إيران في صراعها ضد إسرائيل، مما يعكس تعقيدات التحالفات الدولية وتأثيرها على الصراعات الإقليمية.