في خضم التوترات الإقليمية المتصاعدة، يبرز التساؤل حول دور الإعلام العربي وكيفية تناوله للأحداث الجارية. طرح الإعلامي البارز إبراهيم عيسى، في برنامجه “حديث القاهرة” على قناة “القاهرة والناس”، نقاطاً جوهرية حول طريقة تعامل الإعلام مع الصراعات الأخيرة، وخاصة الحرب التي تشهدها المنطقة، مشيراً إلى تكرار المشاهد وغياب التحليل المتعمق كأبرز التحديات.
هل يبالغ الإعلام العربي في تغطية الصراعات؟
أوضح عيسى أن بعض القنوات العربية تميل إلى المبالغة في عرض قوة الضربات الإيرانية، حيث تتكرر مشاهد الصواريخ الباليستية وهي تحاول اختراق “القبة الحديدية” أو انفجارات في سماء تل أبيب. هذا التكرار، بحسب عيسى، قد يوحي بكثافة هجمات غير حقيقية، كما أنه يكشف عن نقص في المحتوى الجديد، فنجد نفس الصور والتعليقات تُعاد على مدار الساعة، مما يؤثر سلباً على جودة التغطية الإخبارية ويضعف من قيمتها.
تحدي المصداقية: بين الحياد والتحليل المعمق
شدد إبراهيم عيسى على أن الإعلام العربي يواجه تحدياً حقيقياً في المحافظة على المصداقية، وذلك دون الانحياز التام لأي طرف. تساءل عيسى عما إذا كان يجب على القنوات العربية أن تلتزم بموقف حيادي تجاه إسرائيل، التي وصفها بالدولة المعتدية والمحتلة، أم أن الأفضل هو تقديم تحليل شامل يعكس تعقيدات الصراع من جميع جوانبه.
وأشار إلى أن الخطاب الإعلامي السائد حالياً أصبح يعاني من التكرار المُمِل، ودعا إلى ضرورة تبني تغطية إعلامية أكثر احترافية. وأكد على أهمية التركيز على التطورات الاستراتيجية وفرص الوساطة الممكنة، بدلاً من الاكتفاء بالإثارة البصرية التي لا تضيف جديداً للمشاهد.