ديناصور حي يظهر.. العلماء يعثرون على سمكة نادرة اعتقدوا انقراضها منذ ملايين السنين

في حدث علمي مدهش ونادر، عثر فريق من الغواصين في أعماق المياه الإندونيسية على كنز طبيعي لم يتوقعه أحد: سمكة السيلاكانث، التي كان يعتقد العلماء أنها اختفت من كوكبنا منذ ما يقرب من 70 مليون عام! هذا الاكتشاف الصادم يعيد إلى الواجهة واحدة من أكثر الكائنات البحرية غموضًا في التاريخ، ويكشف عن مدى ضآلة معرفتنا بما يختبئ في قاع المحيطات الواسع. هذا الإنجاز الاستثنائي، الذي جاء ضمن بعثة علمية تدعمها شركة بلانبان السويسرية، أحدث ضجة كبيرة في الأوساط العلمية العالمية، وفتح آفاقًا جديدة لأبحاث تتعلق بالكائنات المجهولة التي لم نكتشفها بعد.

السيلاكانث: السمكة الحية التي حيرت العلماء منذ عصر الديناصورات!

تُصنّف سمكة السيلاكانث ضمن أندر الكائنات البحرية على الإطلاق، وتُعرف بلقب “الحفرية الحية”؛ وذلك لأنها لم تشهد أي تغيير جوهري في جيناتها أو شكلها على مر ملايين السنين. يعود تاريخ وجود هذه السمكة لأكثر من 400 مليون عام، مما يعني أنها سبقت الديناصورات بمدة طويلة! ورغم هذا التاريخ العريق، فإن ظهورها مجددًا أثار حيرة ودهشة العلماء، خصوصًا بعد أن تم العثور على أول عينة حية منها عام 1938 قبالة سواحل جنوب أفريقيا. واليوم، يؤكد الاكتشاف الأخير في إندونيسيا أن هذه السمكة المدهشة ما تزال موجودة، متحدية بذلك اعتقاد العلماء بانقراضها. يعتقد الباحثون أن السيلاكانث قد تنتشر في مناطق أوسع مما هو معروف حاليًا، لكنها مع ذلك تُعد من الأنواع المهددة بشدة بسبب حساسيتها الكبيرة لأي تغيرات بيئية.

اكتشاف السيلاكانث في إندونيسيا: لماذا هو مهم لحماية الحياة البحرية؟

تم العثور على سمكة السيلاكانث الإندونيسية على عمق 145 مترًا تحت سطح البحر، بفضل جهود الغواص الفرنسي أليكسيس شابوي، الذي يُعد أول من وثّق هذا النوع تحديدًا، المعروف علميًا باسم Latimeria menadoensis، في بيئته الطبيعية. وقد نُشرت تفاصيل هذا الإنجاز العلمي الهام في مجلة Nature المرموقة. الغوص إلى هذا العمق الهائل تطلب استخدام معدات غوص متخصصة جدًا، بالإضافة إلى خلائط غازات معينة للتنفس تحت الضغط العالي، مما يوضح حجم التحديات التقنية الكبيرة لمثل هذه الاكتشافات. يأمل العلماء أن يسهم هذا الاكتشاف الفريد في لفت الانتباه إلى ضرورة حماية البيئات البحرية العميقة، حيث لا تزال العديد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض تعيش دون أن نراها. ويُشير الباحثون أيضًا إلى أن المياه الإندونيسية تُعتبر من أغنى الأنظمة البيئية البحرية في العالم، وتستحق اهتمامًا وحماية أكبر من كل الجهات المعنية بالبيئة والتنوع الحيوي.

اقرأ أيضًا: عينك دي صقر؟.. 3 اختلافات بين الصورتين لم يكتشفها إلا 1% في 9 ثوانٍ.. هل أنت منهم؟

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *