“طفل دولة التلاوة” يسير على خطى عبد الباسط.. قرار وزاري يضعه ضمن كبار القراء في مصر

قصة الطفل عمر علي في دولة التلاوة أصبحت حديث الناس بعد أن أبهر هذا الموهبة الصغيرة، البالغ من العمر 12 عامًا، لجنة التحكيم والجمهور بأدائه الصوتي الفريد خلال مشاركته في مسابقة برنامج “دولة التلاوة”؛ حيث أثبت الطفل الواثق من نفسه قدرة فائقة على التحكم في مخارج الحروف وإتقان أحكام التجويد بدقة عالية، مما جعل الحاضرين يشيدون بحضوره القوي وصوته الملائكي الذي ملأ أرجاء المسرح.

كواليس مشاركة الطفل عمر علي في دولة التلاوة ودور الأسرة

كشف الطفل عمر علي أن مسابقة “دولة التلاوة” كونها النسخة الأولى في مصر كانت دافعًا كبيرًا شجعه على المشاركة؛ حيث علم بها من خلال المحبين والمخلصين الذين يتابعون مسيرته ويدلونه على كل فرصة قد تفيده في طريقه مع القرآن الكريم، وأكد أن الفضل الأكبر في دعمه يعود لأسرته؛ فوالدته كانت تقف بجانبه دائمًا في الحفظ والمراجعة، بينما كان والده سنده في كل خطوة يخطوها، ولم تتوقف نصيحتهما له أبدًا: “يا عمر عليك بالقرآن فهو طريق الفلاح والنور”، وهذه الكلمات كانت الوقود الذي أشعل عزيمته وجعل قصة الطفل عمر علي في دولة التلاوة مصدر إلهام للكثيرين. وقد عاش عمر لحظات من القلق على المسرح، خاصة من دقة ملاحظات الدكتور حسن عبد النبي، المعروف بصرامته في أحكام التجويد، لكن قلبه اطمأن حين رأى السعادة على وجهه، وشعر بسكينة غريبة بمجرد أن بدأ التلاوة، وكأن القرآن يقوده إلى ملكوت آخر مع كلام الله، وهو ما يوضح عمق ارتباطه الروحي بالقرآن الكريم.

كيف يرى الطفل عمر علي في دولة التلاوة مثله الأعلى؟

عند الحديث عن القراء الذين أثروا فيه، يتضح أن مسيرة الطفل عمر علي في دولة التلاوة لم تكن وليدة اللحظة بل هي نتاج استماع طويل لأعظم المقرئين، فهو يعشق الاستماع إلى مدارس التلاوة المصرية العريقة، ويضع على رأس قائمة مُلهميه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذي يعتبره مثله الأعلى ويتمنى أن يسير على دربه يومًا ما، كما يستمع بشغف إلى عمالقة آخرين تركوا بصمة خالدة في عالم التلاوة. هؤلاء العظماء ليسوا مجرد أصوات جميلة بالنسبة له، بل هم نماذج يطمح أن يصل إلى مستواها في الإحساس والتمكن وحب الله الذي يظهر في تلاوتهم، وهذا الطموح هو ما يغذي موهبته ويدفعه نحو التميز، فقائمة الشيوخ الذين ينهل من علمهم تضم:

• الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
• الشيخ محمود خليل الحصري
• الشيخ محمد صديق المنشاوي
• الشيخ محمود علي البنا
• الشيخ مصطفى إسماعيل

رعاية وزارة الأوقاف وأحلام الطفل عمر علي في دولة التلاوة

الإعلان عن رعاية وزارة الأوقاف لموهبة عمر علي على لسان الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، كان بمثابة تكريم كبير له؛ حيث شعر بسعادة وفخر لا يوصفان، معبرًا عن خالص شكره وتقديره لهذا الدعم الذي يعتبره مسؤولية عظيمة وضعها الله في طريقه، فهذه الرعاية من عالم جليل قدم الكثير لخدمة القرآن والعلم تمنحه ثقة كبيرة وتدفعه لمواصلة مسيرته بكل جد، ليصبح سفيرًا لكتاب الله ويرفع اسم مصر عاليًا في المحافل الدولية، وبهذا الدعم الرسمي، تأخذ قصة الطفل عمر علي في دولة التلاوة بعدًا جديدًا نحو العالمية. ورغم الضجة التي أحدثها على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن عمر لا يتابعها بنفسه، بل يخبره والده بردود الأفعال الجميلة ودعوات الناس الطيبة التي تصله، والتي تملأ قلبه فرحًا وسرورًا وتؤكد له أن صوته وصل إلى قلوب الملايين، لتكتمل بذلك فصول قصة الطفل عمر علي في دولة التلاوة التي ما زالت في بدايتها.

ويتمنى عمر أن يوفقه الله في درب القرآن الكريم، وأن يتقبله في عباده الصالحين، داعيًا الله أن يكون القرآن نورًا له في قبره وشفيعًا له يوم القيامة، وأن يتمكن من أن يُلبس والديه تاج الوقار جزاءً على دعمهما ومساندتهما له.