حصوات المرارة.. خطر صامت يواجه الأمهات الجدد بسبب التغيرات الهرمونية للحمل.

تُعد حصوات المرارة أثناء الحمل وبعد الولادة حالة صحية شائعة ومقلقة، حيث تتكون هذه الرواسب الصلبة الصغيرة داخل المرارة، وهي العضو المسؤول عن تخزين العصارة الصفراوية، نتيجة للتقلبات الهرمونية والجسدية الكبيرة التي تمر بها المرأة، وغالبًا ما يتم تجاهل أعراضها الأولية كالغثيان أو آلام البطن، مما يؤكد أهمية فهم هذه المشكلة الصحية لتجنب مضاعفاتها.

الأسباب الهرمونية لظهور حصوات المرارة أثناء الحمل وبعد الولادة

يكمن السر الرئيسي وراء تطور حصوات المرارة أثناء الحمل وبعد الولادة في التغيرات الهرمونية الجذرية التي يمر بها جسم المرأة، حيث ترتفع مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون بشكل كبير لدعم الحمل الصحي؛ إلا أن هذه الزيادة تؤثر سلبًا على وظيفة المرارة، فهي تبطئ من عملية إفراغ العصارة الصفراوية، مما يؤدي إلى حالة تُعرف بركود الصفراء، وهذا الركود يمنح بلورات الكوليسترول وقتًا كافيًا للتجمع والتصلب، لتتحول في النهاية إلى حصوات مؤلمة، وتُظهر التحليلات أن معدل انتشار هذه الحالة عالميًا يبلغ حوالي 3.6%، مع ازدياد الخطر لدى النساء الأكبر سنًا أو ذوات مؤشر كتلة الجسم المرتفع.

اقرأ أيضًا: رسميًا الآن.. تردد قناة طيور الجنة 2025 الجديد لمشاهدة برامج أطفالك المفضلة

إن تأثير هذه التغيرات لا ينتهي مع الولادة، بل يمتد إلى فترة ما بعد الولادة، حيث تظل العصارة الصفراوية غنية بالكوليسترول لبعض الوقت، وقد لا تستعيد المرارة قدرتها على الانقباض بكفاءة فورًا، مما يبقي خطر تكون الحصوات قائمًا، وتتفاقم المشكلة بعوامل أخرى مثل مقاومة الأنسولين، أو اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة، أو حتى فقدان الوزن السريع بعد الولادة، مما يوضح أن تكون حصوات المرارة أثناء الحمل وبعد الولادة هو نتيجة تفاعل معقد بين العوامل البيولوجية وخيارات نمط الحياة.

عوامل تزيد خطر الإصابة بحصوات المرارة أثناء الحمل وبعد الولادة

توجد مجموعة من العوامل التي تجعل بعض النساء أكثر عرضة من غيرهن لمشكلة حصوات المرارة أثناء الحمل وبعد الولادة، فالحمل بحد ذاته يُحدث تغييرات أيضية هائلة، إذ يزيد الكبد من إنتاج الكوليسترول لتلبية متطلبات الطاقة للأم والجنين، وعندما تتشبع العصارة الصفراوية بهذا الكوليسترول الزائد، وتتباطأ حركة المرارة، يصبح تكون الحصوات أمرًا محتملاً، ويزداد هذا الخطر مع كل حمل جديد، حيث إن تكرار التقلبات الهرمونية يُضعف قدرة المرارة على الانقباض بفاعلية مع مرور الوقت، وقد أكدت الدراسات أن النساء اللاتي أنجبن عدة مرات هن الأكثر عرضة مقارنة بالأمهات الجدد.

اقرأ أيضًا: بـ500 ألف جنيه فقط.. كيا سورينتو العائلية تفجر مفاجأة سعرية تخالف كل التوقعات

كما تلعب فترة ما بعد الولادة دورًا حاسمًا، فالانخفاض المفاجئ في مستويات هرمون الإستروجين يترك العصارة الصفراوية المتبقية في المرارة أكثر كثافة وتركيزًا بالكوليسترول، إضافة إلى ذلك، قد يساهم استخدام بعض وسائل منع الحمل الهرمونية التي تحتوي على الإستروجين في زيادة مستويات الكوليسترول في الصفراء، وتتضاعف هذه المخاطر عند وجود حالات صحية أخرى مثل السمنة والسكري.

العامل المؤثرمستوى الخطورة
الحمل المتعدد (أكثر من مرة)مرتفع
زيادة مؤشر كتلة الجسم (السمنة)مرتفع
فقدان الوزن السريع بعد الولادةمتوسط إلى مرتفع

استراتيجيات الوقاية من حصوات المرارة أثناء الحمل وبعد الولادة

تتطلب إدارة ومنع تكون حصوات المرارة أثناء الحمل وبعد الولادة اتباع نهج وقائي يركز على تعديلات نمط الحياة والمراقبة الصحية الدورية، فالكشف المبكر يلعب دورًا محوريًا في تجنب المضاعفات الخطيرة، ويمكن تحقيق الوقاية الفعالة عبر تبني مجموعة من العادات الصحية البسيطة التي تدعم صحة الجهاز الهضمي بشكل عام، وتساهم بشكل مباشر في الحفاظ على سيولة العصارة الصفراوية ومنع تبلورها.

اقرأ أيضًا: تطور مفاجئ في الساحل الشمالي.. داليا البحيري تتعرض لحادث سير.. الكشف عن حالتها الصحية

  • الفحوصات الدورية: يُنصح النساء الأكثر عرضة للخطر، مثل من يعانين من السمنة أو الحمل المتعدد، بإجراء فحوصات دورية بالموجات فوق الصوتية للكشف المبكر عن أي رواسب أو حصوات.
  • النظام الغذائي المتوازن: يساعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف والفواكه والخضروات وأحماض أوميجا 3 على تعزيز تدفق الصفراء بشكل صحي، مع ضرورة تقليل الأطعمة المقلية والسكريات.
  • وجبات صغيرة ومتكررة: يساهم تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم في تحفيز المرارة على العمل باستمرار، مما يمنع ركود العصارة الصفراوية لفترات طويلة.
  • تجنب فقدان الوزن السريع: يجب استهداف فقدان الوزن بشكل تدريجي بعد الولادة، لأن الانخفاض السريع في الوزن يطلق كميات كبيرة من الكوليسترول في الصفراء.
  • الترطيب الكافي: شرب كميات وافرة من الماء يساعد في الحفاظ على سيولة العصارة الصفراوية ويمنع تبلورها داخل المرارة.
  • النشاط البدني المعتدل: ممارسة تمارين خفيفة كالمشي أو اليوجا تدعم عملية الهضم وتحفز حركة الصفراء بشكل طبيعي وآمن.

إن تبني هذه الخطوات لا يقتصر أثره على الوقاية من حصوات المرارة فحسب، بل يمتد ليشمل تحسين الصحة الهضمية والتمثيل الغذائي بشكل عام خلال هذه المرحلة الحيوية من حياة المرأة.

اقرأ أيضًا: ورشة نادرة.. السويسرية Nina Traber تقدم الرقص المعاصر ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية المسرحي