الواقعة التي لن تتكرر.. يوم لعب فيه ليربي مباراتين في بلدين مختلفين

يُحيي لاعب الوسط الدنماركي السابق سورين ليربي ذكرى واحدة من أغرب القصص في تاريخ كرة القدم، حين شارك في مباراتين رسميتين خلال يوم واحد قبل نحو أربعة عقود. ففي 13 نوفمبر 1985، ارتدى ليربي قميص منتخب الدنمارك في تصفيات كأس العالم، قبل أن يسافر بطائرة خاصة ليخوض مباراة حاسمة مع ناديه بايرن ميونخ الألماني في بطولة الكأس.

مهمة حاسمة مع منتخب الدنمارك في تصفيات المونديال

بدأ اليوم التاريخي في العاصمة الأيرلندية دبلن، حيث كانت الدنمارك تحتاج إلى نقطة واحدة فقط لضمان تأهلها إلى نهائيات كأس العالم 1986. شارك ليربي في المباراة المصيرية ضد منتخب أيرلندا، ورغم أن الخطة كانت تقتضي استبداله بين الشوطين ليسافر سريعًا، إلا أن ظروف اللقاء أجبرته على البقاء حتى الدقيقة 58، ليساهم في تقدم منتخب بلاده بنتيجة 3-1 قبل مغادرة الملعب.

رحلة سورين ليربي الماراثونية إلى ألمانيا

كانت فكرة مشاركة سورين ليربي في المباراتين من تدبير المدير العام لنادي بايرن ميونخ آنذاك أولي هونيس، الذي جهز طائرة خاصة لنقل اللاعب فورًا إلى ألمانيا. بعد المباراة الأولى، انطلق ليربي في سباق مع الزمن، حيث رافقته الشرطة من الملعب إلى المطار، لكن رحلته لم تكن سهلة، إذ واجه ازدحامًا مروريًا خانقًا عند وصوله إلى ألمانيا، مما اضطره للركض لمسافة أربعة كيلومترات للوصول إلى ملعب بوخوم في الوقت المناسب.

المشاركة في مباراة بايرن ميونخ ضد بوخوم

رغم كل هذا الجهد، لم يبدأ ليربي مباراة بايرن ميونخ وبوخوم في دور الـ16 من كأس ألمانيا بشكل أساسي، حيث كان المدرب أودو لاتيك قد أعلن التشكيلة الرسمية بالفعل. جلس ليربي على مقاعد البدلاء قبل أن يشارك في الشوط الثاني من اللقاء الذي انتهى بالتعادل الإيجابي 2-2، ليتذكر اللاعب لاحقًا بابتسامة أن ركضه إلى الملعب كان أفضل إحماء في مسيرته الكروية.

قصة كروية فريدة لم تتكرر كثيرًا

لم تنته حكاية بايرن ميونخ في الكأس عند هذا التعادل، فقد فاز الفريق البافاري في مباراة الإعادة بنتيجة 2-0، ومضى قدمًا في البطولة ليتوج باللقب في نهاية المطاف. وتظل قصة ليربي حدثًا فريدًا في تاريخ اللعبة، لم يجرؤ على تكرارها سوى أولي هونيس نفسه بعد عامين، عندما أقنع النجم الويلزي مارك هيوز بخوض تجربة مشابهة واللعب مع بايرن ومنتخب بلاده في يوم واحد.