اليوم العالمي للجودة: خبراء يكشفون كيف تحولت معايير التميز إلى محرك أساسي لنمو الأرباح
انطلقت فعاليات الملتقى الدولي للجودة 2025 تحت رعاية وزير التعليم يوسف البنيان، حاملاً شعار “الجودة: فكر بشكل مختلف لتحقيق الرؤية وصناعة الأثر”، حيث اجتمع نخبة من الخبراء الدوليين لمناقشة مستقبل الحوكمة والتحول الابتكاري في التعليم، واستعراض سبل تعزيز الاستدامة المؤسسية وتحقيق أثر ملموس على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية ضمن هذا الحدث البارز الذي ينظمه مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز.
أهداف الملتقى الدولي للجودة 2025 ودور المملكة في تحقيق التميز التعليمي
أكد وزير التعليم في كلمته الافتتاحية على المنجزات الكبيرة التي حققتها المملكة العربية السعودية في قطاع التعليم بفضل الدعم المستمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين، مشيراً إلى أن هذه الجهود تهدف إلى العمل المشترك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما شدد على دعم المملكة الراسخ لمركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز نظراً لدوره المحوري في الارتقاء بجودة التعليم على كافة الأصعدة، وقد انعكس هذا الدعم في إنجازات نوعية بارزة للتعليم السعودي، حيث أشاد بانضمام خمس مدن سعودية إلى شبكة مدن التعلم العالمية التابعة لليونسكو، بالإضافة إلى الحصول على جوائز إقليمية ودولية مرموقة في مجالات التميز المؤسسي وجودة الأداء والتحول الرقمي، مما يؤكد على مكانة المملكة الريادية في ترسيخ ثقافة الجودة وتطبيق معاييرها في منظومة التعليم.
رؤية مبتكرة لصناعة الأثر: مبادرات مركز اليونسكو في الملتقى الدولي للجودة 2025
أوضح مدير مركز اليونسكو الإقليمي الدكتور عبدالرحمن المديرس في كلمته أن شعار هذا العام يعكس التوجه العالمي نحو التحول الابتكاري في قطاع التعليم، وهو يجسد رؤية المركز في دعم المؤسسات التعليمية للانتقال من مجرد التركيز على الالتزام بالإجراءات إلى تحقيق الابتكار في النتائج، ومن ضبط الجودة كهدف نهائي إلى صناعة أثر مستدام يمتد تأثيره لسنوات قادمة، وقد استعرض المديرس في ختام كلمته مجموعة من المبادرات الرئيسية التي عمل عليها المركز خلال الأعوام الماضية لترسيخ هذه الرؤية التي يحتفي بها الملتقى الدولي للجودة 2025.
- تطوير النموذج العربي للجودة والتميز في التعليم ليكون إطارًا موحدًا لتقييم الأداء المؤسسي.
- إطلاق الجائزة العالمية للجودة والتميز في التعليم لتكريم الممارسات المبتكرة.
- إنشاء المرصد العربي للبيانات التعليمية لدعم صناعة القرار القائم على الأدلة.
- تنفيذ برنامج بناء القدرات القيادية في مجالات الجودة والحوكمة والتحول الرقمي.
من جانبه، أشار الدكتور سعد القصبي، محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، إلى أن الملتقى الدولي للجودة 2025 يجسد برؤيته وشعاره التزام المملكة العميق بجعل الجودة والتميز ثقافة وطنية ومنهج حياة، مؤكداً أن الجودة أصبحت محركاً أساسياً للتنمية المستدامة والابتكار، مما يعزز الدور الريادي للمملكة في بناء اقتصاد تنافسي ومجتمع متكامل يسهم بفعالية في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 الطموحة.
شراكات استراتيجية لتعزيز التعلم مدى الحياة في الملتقى الدولي للجودة 2025
أكدت السيدة إيزابيل كيمبف، مديرة معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، على أهمية هذا الحدث الدولي ودور الشراكة الفاعلة مع المركز خلال الفترة 2026-2028 لدعم الجهود الوطنية والمحلية الرامية إلى تطوير مفاهيم التعلم مدى الحياة، والمساهمة في تنفيذ إطار مراكش للعمل الذي يدعو إلى زيادة مشاركة البالغين في التعليم، وزيادة الاستثمار في فرص التعلم المستمر، وتوسيع نطاق المبادرات الناجحة مثل شبكة اليونسكو العالمية للمدن المتعلمة، وتُعد هذه الشراكة التي توج بها الملتقى الدولي للجودة 2025 بمثابة انطلاقة لتعاون طويل الأمد يُتوقع أن يتعمق ويتطور خلال السنوات القادمة.
وقد اختتمت الجلسة الافتتاحية بتوقيع اتفاقية تعاون وشراكة جديدة بين معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة ومركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، بهدف تعزيز الحق في التعلم مدى الحياة لجميع الفئات العمرية في المنطقة العربية وخارجها، وتقوية جودة سياسات وممارسات تعليم الكبار، حيث يُعد التعلم مدى الحياة مفتاحاً أساسياً لإعداد المجتمعات لمواجهة تحديات المستقبل، ومن خلال هذه الشراكة، يتم دعم الدول والمدن لتمكين الشباب والبالغين من اكتساب المهارات والمعارف التي يحتاجونها للازدهار في عالم سريع التغير.
تؤكد جلسات وأوراق العمل العلمية التي طرحها الخبراء في هذا الحدث على أن الجودة مسؤولية جماعية، وأن شعار “فكر بشكل مختلف” هو دعوة لصناعة التميز وتحقيق الرؤية بروح وطنية تبدأ بفكرة مبتكرة لتصنع أثراً عظيماً يتحقق عندما نفكر جميعاً خارج الأطر التقليدية.
