وهم “صفر سعرات”: كيف تغير المشروبات الغازية الدايت كيمياء الجسم وتزيد من دهون البطن؟

أضرار المشروبات الغازية الدايت قد لا تكون واضحة للوهلة الأولى؛ فعلى الرغم من أنها تُسوَّق كبديل صحي خالٍ من السعرات الحرارية بفضل محليات صناعية مثل الأسبارتام، إلا أن استهلاكها المنتظم يفتح الباب أمام مجموعة من المخاطر الصحية التي تؤثر على الجسم بطرق غير متوقعة، خاصة فيما يتعلق بتوازن سكر الدم وقدرة الجسم على التعامل مع الجلوكوز على المدى الطويل.

هل تكمن أضرار المشروبات الغازية الدايت في تأثيرها على سكر الدم؟

قد يعتقد الكثيرون أن المشروبات الغازية الخالية من السكر آمنة تمامًا لمرضى السكري أو أولئك الذين يراقبون مستويات السكر في دمهم، وهذا صحيح جزئيًا من الناحية النظرية؛ فهذه المشروبات التي تحتوي على محليات مثل الأسبارتام والسكرالوز لا تسبب ارتفاعًا فوريًا وحادًا في سكر الدم كما تفعل الصودا العادية المحلاة بالسكر، ولكن الصورة تصبح أكثر تعقيدًا عند النظر إلى التأثيرات طويلة الأمد، حيث تشير أبحاث متزايدة إلى أن الاستهلاك المستمر لهذه المحليات قد يغير من استجابة الجسم للأنسولين ويؤثر سلبًا على قدرته على معالجة الجلوكوز، وهذا يمثل جوهر **أضرار المشروبات الغازية الدايت** التي تتكشف مع مرور الوقت، ففي دراسة مهمة أجريت عام 2020 على مصابين بالسكري من النوع الثاني؛ لوحظ أن المشاركين الذين كانوا يتناولون المحليات الصناعية بانتظام أظهروا مستويات أعلى من مقاومة الأنسولين مقارنة بمن لم يستهلكوها، وتحدث مقاومة الأنسولين عندما تتوقف خلايا الجسم عن الاستجابة لهرمون الأنسولين بشكل فعال؛ مما يجعل التحكم في مستويات سكر الدم مهمة أكثر صعوبة وتعقيدًا.

أضرار المشروبات الغازية الدايت: ما وراء السعرات الحرارية؟

تتجاوز المخاطر المحتملة للمحليات الصناعية مجرد تأثيرها على سكر الدم لتشمل جوانب صحية متعددة قد لا يربطها المستهلك مباشرة بهذه المشروبات، فالاعتماد المنتظم عليها قد يؤدي إلى سلسلة من التبعات السلبية التي تؤثر على الصحة الجسدية والعقلية، وهو ما يؤكد أن **أضرار المشروبات الغازية الدايت** لا تقتصر على جانب واحد فقط، فقد ربطت بعض الدراسات بين هذه المحليات الصناعية وبين مجموعة من التأثيرات المقلقة على وظائف الجسم المختلفة، والتي تتضمن:

• الصحة النفسية: حيث تم ربط المحليات الصناعية بزيادة تقلبات المزاج وارتفاع خطر الإصابة بحالات نفسية مثل الاكتئاب.
• الوظائف الإدراكية: إذ وجدت دراسة واسعة النطاق أن الاستخدام طويل الأمد للأسبارتام قد يؤدي إلى تسريع معدل التدهور الإدراكي.
• صحة القلب: تشير بعض الأبحاث إلى أن الإفراط في تناول المحليات الصناعية قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
• الوزن: بينما تُستخدم هذه المشروبات لتجنب السعرات الحرارية، فإن نتائج الأبحاث حول علاقتها بالوزن متضاربة؛ فبعضها يربطها بزيادة الوزن والبعض الآخر لا يجد أي ارتباط.

هذه التأثيرات المتنوعة تجعل من تقييم **أضرار المشروبات الغازية الدايت** أمرًا بالغ الأهمية لكل من يستهلكها بانتظام.

مخاطر صحية طويلة الأمد: علاقة المشروبات الدايت بالسرطان والسكري

عندما يتعلق الأمر بالمخاطر طويلة الأمد، يبرز جدل كبير حول علاقة المحليات الصناعية بأمراض خطيرة مثل السرطان ومضاعفات داء السكري، حيث تثير هذه النقطة بالذات قلقًا متزايدًا لدى المستهلكين والباحثين على حد سواء، وتساهم في تعميق فهمنا لمدى **أضرار المشروبات الغازية الدايت** على الصحة العامة، ففيما يخص السرطان؛ أثارت منظمة الصحة العالمية جدلاً واسعًا عندما صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) التابعة لها مُحلي الأسبارتام على أنه “مُسبب محتمل للسرطان لدى البشر”، وهو تصنيف يعتمد على أدلة محدودة، وفي المقابل؛ تتبنى هيئات تنظيمية أخرى موقفًا مختلفًا، مما يخلق حالة من عدم اليقين.

أما بالنسبة لمرضى السكري؛ فإن المخاطر لا تتوقف عند مقاومة الأنسولين فحسب؛ بل تمتد لتشمل تفاقم المضاعفات الحالية للمرض، فقد لوحظ لدى بعض الأشخاص الذين يستهلكون المحليات الصناعية بانتظام تفاقم في مرض العين السكري المعروف باعتلال الشبكية؛ بالإضافة إلى ارتفاع في مستويات الهيموجلوبين السكري (HbA1c)؛ مما يعكس سوء التحكم في نسبة السكر بالدم على المدى الطويل، وهذا يؤكد أن أضرار المشروبات الغازية الدايت قد تكون أكثر خطورة على الفئات التي تعاني من حالات صحية مسبقة.

إن الاعتماد على هذه المشروبات كبديل قد لا يكون الخيار الأمثل دائمًا، خاصة عند النظر إلى الصورة الكاملة لتأثيراتها المحتملة على الصحة، حيث إن أضرار المشروبات الغازية الدايت تتجاوز كونها خالية من السكر.