استثمارات جديدة تضع الصادرات على أعتاب نمو قياسي بنسبة 20%

كشفت تصريحات اقتصادية حديثة عن تحول كبير في وجهة الاستثمارات الصناعية العالمية من قارة آسيا إلى إفريقيا، مدفوعًا بالأزمات المتتالية التي أظهرت ضعف سلاسل الإمداد الطويلة. وأكد محمد قاسم، رئيس جمعية المصدرين المصريين، أن مصر تأتي في مقدمة الدول الإفريقية المرشحة لجذب هذه الاستثمارات، خاصة في قطاع صناعات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة.

تأثير الأزمات العالمية على خريطة الاستثمار

دفعت الأزمات الاقتصادية العالمية، بدءًا من جائحة كورونا ووصولًا إلى الحرب الروسية الأوكرانية، الشركات الكبرى إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الإنتاجية. وأدت هذه الأحداث إلى كشف هشاشة الاعتماد على سلاسل التوريد الممتدة عبر مسافات طويلة، مما دفع المستثمرين للبحث عن مناطق إنتاج جديدة أكثر قربًا من الأسواق المستهدفة لضمان استقرار العمليات وتفادي الاضطرابات المستقبلية.

مصر كوجهة مفضلة للاستثمارات الصناعية

برزت القارة الإفريقية كبديل استراتيجي واعد، وتعتبر مصر نقطة جذب رئيسية بفضل موقعها الجغرافي وبنيتها التحتية. وأصبحت القارة مرشحة بقوة لتكون المركز العالمي الجديد لصناعات الغزل والنسيج، مما يمنحها فرصة تاريخية لتعزيز مكانتها الصناعية وزيادة قدرتها التصديرية. ويرى الخبراء أن انتقال رؤوس الأموال من آسيا سيخلق آلاف فرص العمل ويدعم الاقتصادات المحلية في المنطقة.

نمو متوقع في حجم الصادرات المصرية

من المتوقع أن ينعكس هذا التحول إيجابيًا على أداء الصادرات المصرية خلال الأعوام القادمة. وتُظهر التقديرات أن دخول استثمارات جديدة في قطاعات الإنتاج والتصنيع سيدعم نمو الصادرات بشكل ملحوظ.

مستقبل القطن المصري في الأسواق العالمية

على الرغم من السمعة العالمية التي يتمتع بها القطن المصري طويل التيلة، فإنه يواجه تحديات جديدة تتطلب حلولًا مبتكرة. وأشار قاسم إلى ضرورة إنشاء سلاسل إنتاج متخصصة ومستقلة للحفاظ على القيمة المضافة للقطن المصري. ويأتي ذلك في ظل تغيرات الطلب العالمي التي تتجه تدريجيًا نحو الألياف الصناعية عالية الجودة على حساب الغزول الطبيعية، وهو ما يستدعي التكيف مع متطلبات السوق الجديدة. جاءت هذه التصريحات خلال فعاليات معرض “ديستنشن أفريكا” الذي يجمع كبار المصنعين والمصدرين في القارة.