أطباء القلب يحددون النظام الغذائي الأكثر فعالية لخفض الكوليسترول.

أطعمة تخفض الكوليسترول الضار تمثل حجر الزاوية في الوقاية من أمراض القلب والسكتات الدماغية، حيث يُعد ارتفاع مستويات هذا النوع من الكوليسترول، المعروف بالبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، أحد أخطر العوامل التي تهدد صحة الشرايين؛ فهذه المادة الدهنية الشمعية، رغم دورها الحيوي في إنتاج هرمونات أساسية مثل الإستروجين والتستوستيرون وفيتامين د، يمكن أن تتراكم على جدران الشرايين مسببة تضيقها.

يؤكد الدكتور شيراج، استشاري أمراض القلب التداخلية، أن تبني نظام غذائي صحي هو السبيل الأمثل للسيطرة على مستويات الكوليسترول، فالارتفاع المستمر له قد يكون السبب المباشر لتصلب الشرايين، وهي حالة خطيرة تؤدي إلى تقييد تدفق الدم وتزيد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي والنوبات القلبية؛ لذلك، فإن اختيار قائمة محددة من أطعمة تخفض الكوليسترول الضار ليس مجرد توصية صحية، بل هو إجراء وقائي فعال للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل، ويقدم الدكتور شيراج مجموعة من الخيارات الغذائية المعتمدة من قبل أطباء القلب، والتي ترتكز على الألياف ومضادات الأكسدة والدهون النافعة.

أبرز أطعمة تخفض الكوليسترول الضار وتدعم صحة القلب

إن التركيز على مكونات غذائية محددة يمكن أن يحدث فرقًا جوهريًا في مستويات الكوليسترول بالدم، وتأتي الحبوب الكاملة في مقدمة هذه المكونات، خاصة الشوفان الذي يتميز بغناه بنوع فعال من الألياف يعرف بالألياف القابلة للذوبان؛ هذه الألياف تعمل كإسفنجة في الجهاز الهضمي، حيث تقلل من امتصاص الكوليسترول وتمنع دخوله إلى الدورة الدموية، مما يجعل تناول الشوفان بانتظام وسيلة ممتازة للحصول على كمية كافية من الألياف والحفاظ على استقرار مستويات الأنسولين، وبذلك يعتبر الشوفان من أهم أطعمة تخفض الكوليسترول الضار التي يوصى بها.

• **تقليل الامتصاص:** الألياف القابلة للذوبان ترتبط بالكوليسترول في الأمعاء وتمنع امتصاصه.
• **تعزيز الإخراج:** تساعد هذه الألياف على إزالة الكوليسترول الزائد من الجسم عبر الفضلات.
• **دعم صحة الكبد:** تحفز الكبد على سحب المزيد من الكوليسترول من الدم لإنتاج الأحماض الصفراوية.

إن إضافة هذه العناصر إلى روتينك اليومي يمثل استثمارًا مباشرًا في صحتك، ويجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من أي خطة غذائية تهدف إلى تحسين صحة القلب، فاعتماد قائمة غنية من أطعمة تخفض الكوليسترول الضار هو قرار استباقي يقلل من الاعتماد على الحلول الدوائية مستقبلًا.

دور الحبوب الكاملة والبقوليات في نظامك الغذائي لخفض الكوليسترول

لا يقتصر دور الحبوب على الشوفان فقط، فالشعير والفاصوليا الجافة يلعبان دورًا لا يقل أهمية في هذا السياق؛ حيث يمكن أن يؤدي إدراجهما في نظامك الغذائي اليومي إلى خفض الكوليسترول الكلي بشكل ملحوظ، فكلاهما يحتوي على نسبة عالية من الألياف القابلة للذوبان، وعلى وجه الخصوص مركب “بيتا جلوكان” الذي يكون مادة شبيهة بالهلام في الجهاز الهضمي؛ هذه المادة ترتبط بالأحماض الصفراوية، مما يشجع الكبد على استهلاك المزيد من الكوليسترول من الدم لإنتاج أحماض جديدة، وهو ما يقلل في النهاية من تركيز الكوليسترول في الدورة الدموية، كما أن العدس، وهو من البقوليات القوية، يُعد من أفضل أطعمة تخفض الكوليسترول الضار، فهو مصدر غني بالألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان التي تربط الكوليسترول السيئ وتسهل إزالته من الجسم؛ ويشير الخبراء إلى أن تناول حوالي 130 جرامًا من البقوليات بانتظام يمكن أن يخفض الكوليسترول بفاعلية، بالإضافة إلى مساهمة العدس في خفض ضغط الدم.

كيف تساهم المكسرات في قائمة أطعمة تخفض الكوليسترول الضار؟

تعتبر المكسرات إضافة قيمة لأي نظام غذائي صحي يهدف إلى تحسين ملف الدهون في الجسم، فهي ليست مجرد وجبة خفيفة لذيذة، بل هي كنز من العناصر الغذائية المفيدة؛ فالمكسرات غنية بالدهون الصحية الأحادية غير المشبعة، والألياف، والستيرولات النباتية، وأحماض أوميجا 3 الدهنية، وجميعها مكونات تعمل بشكل متناغم لخفض مستويات الكوليسترول السيئ (LDL)، إن تناول حفنة معتدلة من المكسرات مثل اللوز والفول السوداني بانتظام لا يساهم فقط في تحقيق هذا الهدف، بل يعزز أيضًا صحة القلب بشكل عام على المدى الطويل، فالستيرولات النباتية الموجودة فيها تعمل على منع امتصاص الكوليسترول في الأمعاء، بينما تدعم دهون أوميجا 3 صحة الأوعية الدموية وتقلل من الالتهابات، مما يجعل المكسرات جزءًا أساسيًا ضمن قائمة أطعمة تخفض الكوليسترول الضار.

إن دمج هذه الأصناف الغذائية ضمن روتينك اليومي لا يتطلب تغييرات جذرية، بل خطوات بسيطة ومستمرة يمكن أن تقود إلى تحسينات كبيرة في صحة قلبك ومستويات الكوليسترول لديك، مما يمنحك حماية طبيعية وفعالة.