مبيعات الآيفون الضعيفة تجبر أبل على تجميد خطط إطلاق “آيفون إير” الجديد.
يُمثل فشل مبيعات آيفون إير وتأثيره على مستقبل أبل أزمة جديدة لعملاق التكنولوجيا؛ حيث لم يحقق الهاتف الذي وُصف بأنه الأنحف على الإطلاق النجاح المنشود منذ إطلاقه في سبتمبر الماضي، مما أجبر الشركة على اتخاذ قرارات جذرية تشمل خفض الإنتاج بشكل حاد وتأجيل إطلاق الجيل القادم الذي كان ينتظره الكثيرون بترقب كبير حتى خريف عام 2026.
انهيار طموحات أبل: تفاصيل فشل مبيعات آيفون إير وتوقف الإنتاج
لم تكن مجرد مبيعات ضعيفة، بل كانت صدمة حقيقية لشركة أبل التي راهنت بقوة على التصميم النحيف والخفيف لهاتف آيفون إير، فبعد أشهر قليلة من طرحه في الأسواق، تدهور الإقبال عليه بشكل متسارع، وهو ما دفع شركاء التصنيع لاتخاذ إجراءات فورية؛ فقد أوقفت شركة فوكسكون، أكبر مورد لأبل، معظم خطوط إنتاج الجهاز ولم تبقِ سوى على خط واحد يعمل بقدرة تشغيلية منخفضة للغاية، بينما كانت شركة Luxshare أكثر حسماً وأنهت عمليات الإنتاج بالكامل منذ نهاية شهر أكتوبر، وفقاً لتقرير مفصل نشره موقع “macrumors” واطلعت عليه “العربية Business”، وهذا التوقف شبه الكامل يعكس حجم الأزمة التي تسبب بها فشل مبيعات آيفون إير.
المعادلة الصعبة: كيف أدى فشل مبيعات آيفون إير إلى إعادة تقييم استراتيجية أبل؟
كانت أبل تأمل أن يعيد تصميم الهاتف النحيف، الذي يبلغ سمكه 5,6 ملم فقط، الحماس المفقود لسلسلة آيفون بعد سنوات من الركود التصميمي الذي تبع إطلاق آيفون إكس في 2017، لكن هذا الرهان جاء على حساب تنازلات جوهرية لم يتقبلها المستهلكون، خصوصاً مع سعر يبدأ من 999 دولاراً، ويُظهر فشل مبيعات آيفون إير أن التصميم وحده لا يكفي، فقد قدم الهاتف للمستخدمين مجموعة من العيوب الواضحة التي جعلته خياراً غير جذاب مقارنة ببدائله.
- بطارية ذات سعة أصغر بشكل ملحوظ مقارنة بالطرازات الأخرى.
- نظام كاميرا خلفية يعتمد على عدسة واحدة فقط في عصر الكاميرات المتعددة.
- فارق سعر بسيط لا يبرر التضحية بالمواصفات الأساسية.
هذه التنازلات جعلت الهاتف في وضع تنافسي ضعيف حتى داخل عائلة آيفون نفسها، كما يوضح الجدول التالي المقارنة بينه وبين طراز برو.
| الميزة | آيفون إير | آيفون 17 برو |
|---|---|---|
| السعر المبدئي | 999 دولاراً | 1099 دولاراً |
| الكاميرات الخلفية | عدسة واحدة | ثلاث عدسات |
| كفاءة البطارية | أقل | أعلى |
هذه التجربة المريرة ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها محاولات غير موفقة لإطلاق طراز رابع في كل جيل، بدءاً من إخفاق آيفون ميني صغير الحجم، مروراً بآيفون بلس الذي لم يحقق الهدف المرجو منه، وصولاً إلى أزمة فشل مبيعات آيفون إير الأخيرة.
ما بعد الصدمة: مستقبل غامض يواجه خطط أبل بعد فشل مبيعات آيفون إير
نتيجة لهذه الانتكاسة، تعمل أبل حالياً على إعادة هيكلة كاملة لخططها المتعلقة بالجيل الثاني من الهاتف، فالنموذج الذي كان يُفترض أن يأتي بوزن أخف ونظام تبريد متطور وبطارية أكبر قد تم تأجيله إلى أجل غير مسمى، حيث تشير التوقعات الجديدة إلى أن إطلاقه قد يتأخر حتى ربيع عام 2027، ليتزامن مع الكشف عن آيفون 18 ونسخته الاقتصادية iPhone 18e، وهذا التأجيل الكبير يُعد دليلاً واضحاً على أن فشل مبيعات آيفون إير دفع الشركة إلى إعادة التفكير جذرياً في استراتيجيتها لتجنب تكرار الخطأ نفسه مرة أخرى.
يرى المحللون أن هذا المأزق يكشف عن الصعوبة التي تواجهها أبل في تحقيق التوازن بين تقديم تصميم مبتكر وجذاب والحفاظ على سعر تنافسي، خاصة في ظل المنافسة الشرسة والمتزايدة من الشركات الصينية التي نجحت في تقديم هواتف فائقة النحافة بمواصفات قوية وأسعار أقل بكثير، مما يضع مستقبل هواتف أبل غير الاحترافية أمام تحدٍ كبير.
