أعراض نقص الحديد لدى الأطفال التي يفسرها الآباء خطأً على أنها إرهاق أو قلة تركيز.
تُعد علامات نقص الحديد لدى الأطفال مؤشرًا بالغ الأهمية يجب على الآباء الانتباه إليه؛ حيث يمثل الحديد حجر الزاوية في نمو الطفل وتطوره السليم؛ فهو العنصر الحيوي المسؤول عن إنتاج الهيموجلوبين؛ ذلك البروتين الأساسي في خلايا الدم الحمراء الذي يضطلع بمهمة نقل الأكسجين إلى كل خلية ونسيج في الجسم؛ وبدون مستويات كافية منه؛ يعجز الجسم عن تصنيع كريات الدم الحمراء الصحية؛ مما يمهد الطريق للإصابة بفقر الدم.
يعتبر نقص الحديد من أكثر التحديات الغذائية انتشارًا بين الأطفال عالميًا؛ وإهمال التعامل معه قد يترك تداعيات عميقة على الصحة الجسدية والنمو العقلي وحتى الأنماط السلوكية؛ لذلك فإن الكشف المبكر عن علامات نقص الحديد لدى الأطفال يمثل خط الدفاع الأول لضمان حصولهم على كل ما يلزم لنمو صحي ومتكامل؛ حيث تظهر هذه الحالة في صورة إرهاق وضعف مستمر؛ فعندما تنخفض نسبة الحديد؛ يقل تدفق الأكسجين إلى العضلات والأنسجة؛ مما يترجم إلى شعور دائم بالتعب وفقدان الطاقة؛ وقد تلاحظ أن طفلك أصبح أكثر خمولاً من المعتاد؛ أو فقد شغفه باللعب؛ أو أنه ينهار من التعب سريعًا عند القيام بأنشطة كانت تبدو له سهلة في السابق؛ وهذا الإجهاد غير المبرر هو أحد أبرز المؤشرات الأولية التي لا يجب تجاهلها.
أبرز علامات نقص الحديد لدى الأطفال الجسدية والظاهرية
إن شحوب الجلد هو أحد **علامات نقص الحديد لدى الأطفال** الواضحة التي تنجم مباشرة عن انخفاض مستويات الهيموجلوبين في الدم؛ وقد يكون هذا الشحوب ملحوظًا بشكل أكبر في الوجه؛ والجفون الداخلية؛ والشفتين؛ ويمكن إجراء فحص بسيط وسريع عن طريق سحب الجفن السفلي للطفل بلطف؛ فإذا بدا لونه باهتًا أو مائلاً للبياض بدلاً من اللون الأحمر الوردي الصحي؛ فقد يكون ذلك إنذارًا مبكرًا وخفيًا بوجود نقص في الحديد؛ إضافة إلى ذلك؛ يؤثر نقص هذا المعدن الحيوي على الدورة الدموية وتوصيل الأكسجين؛ مما يجعل الطفل يشكو باستمرار من برودة اليدين والقدمين؛ حتى في الأجواء الدافئة؛ وهذه الأعراض تحدث لأن نقص الهيموجلوبين يقلل من وصول الدم المؤكسج إلى الأطراف؛ مما يجعلها تشعر بالبرودة مقارنة ببقية أجزاء الجسم.
كيف تؤثر علامات نقص الحديد لدى الأطفال على السلوك والنمو؟
لا تقتصر **علامات نقص الحديد لدى الأطفال** على الأعراض الجسدية فقط؛ بل تمتد لتشمل ضعف الشهية الذي يؤثر سلبًا على مسار النمو؛ فالأطفال الذين يعانون من انخفاض مستويات الحديد غالبًا ما يفقدون الرغبة في تناول الطعام؛ مما يقود إلى حلقة مفرغة من نقص المغذيات وتباطؤ النمو؛ ولأن الحديد يلعب دورًا محوريًا في عمليات الأيض وإنتاج الطاقة؛ فإن نقصه يعطل أنماط الأكل الطبيعية؛ ومع مرور الوقت؛ قد يتسبب ذلك في فقدان الوزن أو تراجع ملحوظ في معدلات اكتساب الطول ونمو العضلات مقارنة بأقرانهم؛ كما أن مستويات الحديد المنخفضة تؤثر على وظائف الدماغ وتنظيم المزاج؛ مما يجعل الطفل سريع الانفعال؛ أو قلقًا؛ أو يجد صعوبة في التركيز في المدرسة؛ ففي الحالات المتقدمة؛ يرتبط فقر الدم بتأخر النمو وصعوبات التعلم.
| العلامة التحذيرية | التأثير على الطفل |
|---|---|
| شحوب الجلد وبرودة الأطراف | ضعف الدورة الدموية وانخفاض الأكسجين |
| التهيج وصعوبة التركيز | تأثير مباشر على وظائف الدماغ والنمو المعرفي |
مؤشرات متقدمة ضمن علامات نقص الحديد لدى الأطفال تستدعي الانتباه
تتطور **علامات نقص الحديد لدى الأطفال** في بعض الحالات لتشمل مؤشرات أكثر خطورة؛ مثل ضيق التنفس وتسارع نبضات القلب؛ فعندما تقل مستويات الأكسجين في الجسم؛ يضطر القلب إلى العمل بجهد أكبر لضخ الدم المؤكسج إلى الأعضاء الحيوية؛ وهذا الجهد الإضافي قد يؤدي إلى صعوبة في التنفس؛ خاصة أثناء اللعب أو ممارسة أي نشاط بدني بسيط؛ بالإضافة إلى زيادة معدل ضربات القلب عن الطبيعي؛ وفي الحالات الشديدة؛ قد يسبب فقر الدم دوخة أو نوبات إغماء؛ وألمًا في الصدر؛ وإرهاقًا شديدًا عند أداء المهام اليومية؛ كما أن هناك أعراضًا أخرى تشمل:
- هشاشة الأظافر وتغير شكلها إلى ما يعرف بـ “كويلونيكيا” أو الأظافر الملعقية.
- جفاف الجلد وتقشره بشكل مستمر مع تشقق الشفاه.
- ضعف المناعة وتكرار الإصابة بالعدوى مثل نزلات البرد والإنفلونزا.
من جهة أخرى؛ قد يصاب بعض الأطفال بحالة غريبة تُعرف بـ “بيكا”؛ حيث يشتهون ويتناولون مواد غير غذائية مثل الثلج أو التراب أو الطباشير؛ ويُعتقد أن هذا السلوك هو إشارة من الجسم لوجود نقص حاد في التغذية؛ ويتطلب استشارة طبية فورية؛ ولا يمكن إغفال التأثير المباشر لنقص الحديد على الأداء المعرفي؛ حيث تشير الدراسات إلى أن الأطفال المصابين يواجهون صعوبات في الذاكرة والتركيز وحل المشكلات؛ مما يؤثر على أدائهم المدرسي وتفاعلاتهم الاجتماعية؛ وهذا يؤكد أن معالجة **علامات نقص الحديد لدى الأطفال** في وقت مبكر لا تدعم الصحة الجسدية فحسب؛ بل تعزز أيضًا التطور العقلي والعاطفي.
لذا؛ فإن مراقبة هذه المؤشرات والتعامل معها بجدية يمثل استثمارًا مباشرًا في مستقبل الطفل الصحي؛ فالتشخيص المبكر والعلاج المناسب يمنعان تفاقم المشكلة ويضمنان عودة الطفل إلى مسار نموه الطبيعي دون أي عوائق جسدية أو إدراكية.
