انتقادات دي زيربي الحادة تشعل أزمة السوبر الفرنسي وتضع الرابطة في مأزق.

يثير قرار الرابطة الفرنسية بشأن السوبر الفرنسي جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية، خاصة بعد أن أشعل المدرب الإيطالي روبرتو دي زيربي فتيل الأزمة بتصريحاته النارية التي انتقد فيها بشدة اختيار الكويت كمقر للمباراة المرتقبة بين فريقه أولمبيك مارسيليا ومنافسه باريس سان جيرمان؛ مما وضع الرابطة في موقف حرج بين خططها التسويقية العالمية والمطالب الفنية لأحد أبرز أنديتها.

جدل حول قرار الرابطة الفرنسية بشأن السوبر الفرنسي في الكويت

أعلنت الرابطة الفرنسية المحترفة لكرة القدم في بيان رسمي أن النسخة القادمة من كأس السوبر الفرنسي ستقام في دولة الكويت، وهو إعلان فجّر موجة من النقاشات؛ حيث تم تحديد استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتميز بسعته الجماهيرية الكبيرة التي تتجاوز 60 ألف متفرج، ليكون مسرحًا لهذه المواجهة الكبرى يوم الثامن من يناير من العام المقبل، وتأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز الحضور العالمي للكرة الفرنسية وتوسيع قاعدتها الجماهيرية خارج حدود أوروبا؛ فإقامة المباراة في منطقة الخليج العربي تعتبر فرصة تسويقية هامة لجذب استثمارات ورعاة جدد، فضلاً عن الوصول إلى شريحة جديدة من المتابعين الشغوفين بكرة القدم.

هذه السياسة ليست بالجديدة على الرابطة الفرنسية، بل هي استمرار لنهج اتبعته في السنوات الأخيرة لتعزيز علامتها التجارية عالمياً؛ فقد سبق وأن احتضنت دول مختلفة نسخًا سابقة من البطولة، مما يؤكد الرغبة المستمرة في استكشاف أسواق جديدة، ومن أبرز الدول التي استضافت الحدث في الماضي:

• الولايات المتحدة الأمريكية
• الصين
• قطر

وعلى الرغم من الأهداف التجارية الواضحة، فإن اختيار التوقيت والمكان هذه المرة أثار اعتراضات فنية قوية، مما يلقي بظلال من الشك حول مدى نجاح هذا القرار في تحقيق التوازن بين الأهداف الاقتصادية والاعتبارات الرياضية للأندية المشاركة.

لماذا يعارض دي زيربي قرار الرابطة الفرنسية بشأن السوبر الفرنسي؟

تكمن جذور معارضة المدرب روبرتو دي زيربي في الجانب الفني والبدني البحت، حيث يرى أن السفر لمسافة طويلة إلى الكويت في منتصف موسم مزدحم ومضغوط هو فكرة تفتقر إلى المنطق وتضر بمصالح فريقه بشكل مباشر؛ ففي تصريحاته الصريحة، أوضح دي زيربي أنه لا يستوعب الحكمة من وراء إجبار فريقه على خوض مباراة بهذا البعد الجغرافي في توقيت حساس للغاية من الموسم، وهو ما يفرض أعباء سفر وإرهاقًا إضافيًا على اللاعبين كان الفريق في غنى عنها، كما أشار إلى أن التحدي لا يقتصر على السفر فقط؛ بل يمتد ليشمل غياب بعض اللاعبين الأساسيين مثل الدولي المغربي نايف أكرد بسبب التزامات أخرى، مما يضعف الفريق في مواجهة حاسمة.

يزداد الموقف تعقيدًا عند النظر إلى جدول مباريات أولمبيك مارسيليا المكتظ، خصوصًا وأن الفريق يمر بفترة حاسمة في منافسات دوري أبطال أوروبا، وهي البطولة التي تتطلب أقصى درجات التركيز والجاهزية البدنية والذهنية؛ ومن هذا المنطلق، يرى دي زيربي أن إضافة رحلة طويلة ومباراة قوية في هذا التوقيت هو مخاطرة غير محسوبة قد تؤدي إلى نتائج سلبية وخسائر إضافية سواء على مستوى النتائج أو على مستوى إصابات اللاعبين، وهو ما يفسر قلقه الشديد ورغبته في تجاوز هذه الفترة الصعبة بأقل الأضرار الممكنة، مما يجعل اعتراضه على قرار الرابطة الفرنسية بشأن السوبر الفرنسي منطقيًا من وجهة نظر فنية.

مستقبل قرار الرابطة الفرنسية بشأن السوبر الفرنسي تحت المجهر

لم تمر تصريحات دي زيربي مرور الكرام، بل أحدثت صدى واسعًا في وسائل الإعلام الفرنسية وفتحت باب النقاش على مصراعيه حول مدى صواب قرار الرابطة الفرنسية بشأن السوبر الفرنسي؛ حيث تحولت انتقادات المدرب الإيطالي إلى قضية رأي عام، وبدأ المحللون والجماهير في تقييم التأثيرات السلبية المحتملة لنقل المباريات الكبرى إلى الخارج على الأندية واللاعبين، خاصة في ظل جدول المنافسات الأوروبية المزدحم الذي لا يرحم، وأصبح الضغط الإعلامي والجماهيري عاملًا لا يمكن تجاهله، وقد يدفع هذا الضغط الرابطة إلى إعادة تقييم الموقف برمته في الأسابيع القادمة.

حتى هذه اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من الرابطة الفرنسية للرد على هذه الانتقادات، لكن الصمت الحالي قد لا يستمر طويلاً؛ فالخيارات المطروحة أمامها قد تتراوح بين التمسك بالقرار كما هو، مع تقديم بعض التسهيلات اللوجستية للأندية للتخفيف من أعباء السفر، أو ربما مراجعة القرار بشكل جذري، وهو الخيار الذي قد يكون صعبًا بالنظر إلى الالتزامات التعاقدية مع الجانب الكويتي، ومع اقتراب موعد المباراة، يترقب الجميع الخطوة التالية من الرابطة لتحديد المصير النهائي لهذه المواجهة.

الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت الرابطة ستستجيب لهذه الضغوط وتعدل من خططها أم أنها ستمضي قدمًا في تنفيذ رؤيتها التسويقية، وهو ما يجعل مستقبل هذه النسخة من السوبر الفرنسي مرهونًا بقرار سيتم حسمه قريبًا.