وراء بريق “الجراند بول”.. حكايات قصر عابدين في 500 غرفة و3 متاحف نادرة

يُعد تاريخ قصر عابدين الملكي وأهم معالمه فصلاً محورياً في سجل مصر الحديثة، فهو ليس مجرد صرح معماري مهيب عاد مؤخراً إلى دائرة الضوء باستضافته حفل “الجراند بول”، بل هو شاهد حي على حقبة التحولات الكبرى التي أسست لفكرة القاهرة الخديوية، ويظل رمزاً للنهضة التي قادها الخديوي إسماعيل، ليمزج بين عراقة الشرق وفخامة الغرب في قلب العاصمة المصرية.

منزل متواضع أم بداية تاريخ قصر عابدين الملكي وأهم معالمه؟

بدأت القصة في ستينيات القرن التاسع عشر عندما قرر الخديوي إسماعيل نقل مقر الحكم من قلعة محمد علي المنيعة إلى قلب العاصمة ليكون بين الناس؛ مجسداً رؤيته لتحويل القاهرة إلى مدينة أوروبية الطابع، فوقع اختياره على منزل متواضع يملكه القائد العسكري عابدين بك، أحد رجال محمد علي باشا، وبعد وفاة القائد اشترى إسماعيل القصر من أرملته وهدمه بالكامل ليقيم على أنقاضه تحفته المعمارية على مساحة شاسعة تجاوزت 24 فداناً، لكنه احتفظ بالاسم الأصلي تكريماً لصاحبه الأول، ليبدأ بذلك **تاريخ قصر عابدين الملكي وأهم معالمه** التي نعرفها اليوم، وقد استمر القصر مقراً رسمياً للحكم منذ عام 1872 وحتى نهاية العصر الملكي في 1952، وتعاقب على الإقامة فيه حكام مصر من الخديوي توفيق إلى الملك فاروق.

اقرأ أيضًا: نهاية محزنة.. انتشال جثة شاب غرق في ترعة البوابير بسمالوط

بند التكلفةالقيمة في القرن التاسع عشر
تكلفة التصميم (المهندس دي كوريل روسو)حوالي 40 ألف دولار أمريكي
تكلفة التأثيث والأثاث الفاخرتجاوزت 120 ألف دولار أمريكي

جولة داخل تاريخ قصر عابدين الملكي وأهم معالمه الفنية

عند الدخول إلى القصر، يتكشف للزائر فصل جديد من **تاريخ قصر عابدين الملكي وأهم معالمه** الفريدة، حيث يضم بين جدرانه 500 غرفة وقاعة بديعة، زينت بلوحات نادرة لفنانين عالميين وتصاميم تمزج بين الطرز الإيطالية والتركية والفرنسية؛ وتعتبر قاعة محمد علي باشا هي الأضخم والأفخم على الإطلاق ولا تزال تستخدم في المناسبات الرسمية الكبرى، وخلال أعمال البناء، ظهرت قصة ضريح “سيدي بدران” الذي رفض الخديوي نقله بعد حوادث غريبة، ليظل الضريح جزءاً روحانياً من المكان، كما يحتضن القصر مجموعة متاحف ملكية متكاملة تروي حكايات لا تنتهي، وتجسد فخامة **تاريخ قصر عابدين الملكي وأهم معالمه** التي لا تقدر بثمن.

  • **متحف الأسلحة:** يضم مجموعة نادرة من السيوف والمدافع والأسلحة التاريخية، من بينها خنجر القائد الألماني الشهير روميل.
  • **متحف الأوسمة والنياشين:** يعرض تشكيلة فريدة من الأوسمة التي أهديت للأسرة المالكة من ملوك ورؤساء العالم.
  • **متحف الفضيات:** يحتوي على أدوات مائدة ملكية مذهلة مصنوعة من الفضة الخالصة والكريستال وأندر أنواع الخزف (الصيني).

ويكتمل المشهد الفني بالمسرح الملكي الذي يتسع لمئات المقاعد المذهبة، ويضم منطقة “الحرملك” التي كانت مخصصة لسيدات العائلة المالكة وضيفاتهن من الأميرات، مما يضيف بعداً اجتماعياً وثقافياً إلى **تاريخ قصر عابدين الملكي وأهم معالمه**.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. موعد فتح باب التحويلات بين الكليات والمعاهد لتقليل الاغتراب

كيف أعاد قصر عابدين تشكيل القاهرة الحديثة؟

لم يكن تأثير القصر مقتصراً على كونه مقراً للحكم؛ بل كان نقطة الانطلاق لمشروع تحديث العاصمة بأكملها، فمنه انبثقت ملامح القاهرة الخديوية بشوارعها وميادينها الواسعة وطرازها المعماري الأوروبي، وتحيط بالقصر حدائق غنّاء استُجلبت نباتاتها خصيصاً من أوروبا، ويعد “باب باريس” أشهر مداخله، وهو بوابة فخمة صُنعت في فرنسا وزُينت بنقوش بديعة، تقف خلفها نافورة تحيط بها تماثيل لأبناء محمد علي باشا، في مشهد يعكس قوة وعظمة الدولة آنذاك، وبذلك لم يعد مجرد مبنى، بل أصبح نواة لميلاد مدينة جديدة، وهذا الدور المحوري هو جزء لا يتجزأ من **تاريخ قصر عابدين الملكي وأهم معالمه**.

اليوم، يعود القصر ليؤكد مكانته كأحد أهم الصروح الرئاسية والتاريخية في مصر، حيث يمزج بين رقي الماضي وحيوية الحاضر، ليظل شاهداً على أن بريقه لم يخفت يوماً، بل لا يزال يروي فصولاً مضيئة من تاريخ قصر عابدين الملكي وأهم معالمه التي شكلت هوية مصر العريقة.

اقرأ أيضًا: رسميًا التوقيت الشتوي: الحكومة تحدد الموعد النهائي لتغيير الساعة