مليون سعودي يقتحمون مجال الذكاء الاصطناعي ويعيدون تشكيل خريطة الوظائف.

تُعد مبادرة سماي للذكاء الاصطناعي خطوة رائدة نحو تمكين الكوادر الوطنية، حيث نجحت في فترة زمنية قياسية لم تتجاوز أربعة أشهر في تدريب أكثر من مليون مواطن ومواطنة وتزويدهم بشهادات معتمدة في هذا المجال الحيوي، مما يعكس التفاعل المجتمعي الواسع مع هذه الفرصة النوعية التي تهدف إلى تعزيز الوعي بتقنيات المستقبل وتطبيقاتها العملية.

كيف نجحت مبادرة سماي للذكاء الاصطناعي في الوصول لمليون مستفيد؟

لقد أثبتت الأرقام التي حققتها المبادرة مدى نجاحها في استقطاب اهتمام شرائح واسعة من المجتمع السعودي، فقد تجاوز إجمالي عدد المسجلين حاجز المليون شخص في توقيت قياسي، وهو إنجاز يعكس حجم التفاعل الإيجابي مع البرامج التعليمية النوعية التي تقدمها، ولم يقتصر هذا الإقبال على منطقة جغرافية محددة، بل شمل مختلف مناطق المملكة، مما يؤكد على أن الرغبة في تعلم مهارات الذكاء الاصطناعي أصبحت ضرورة ملحة لدى المواطنين والمواطنات على حد سواء، وهذا النجاح الكبير لم يكن ليتحقق لولا التصميم المدروس للمحتوى الذي راعى مختلف الاحتياجات والتطلعات، وجعل المعرفة التقنية المتقدمة في متناول الجميع.

اقرأ أيضًا: وداعًا للروتين الطويل.. استخرج بطاقة هويتك الوطنية بدل المفقود بخطوات سهلة عبر أبشر

وقد كشفت الإحصائيات الخاصة بالمشاركين عن تنوع ديموغرافي لافت، وهو ما يؤكد على شمولية الرؤية التي انطلقت منها مبادرة سماي للذكاء الاصطناعي، حيث لم تقتصر المشاركة على فئة دون أخرى، بل كانت مفتوحة للجميع، مما ساهم في تحقيق هذا الزخم الكبير، وتوزعت التركيبة السكانية للمستفيدين بشكل متوازن، حيث أظهرت البيانات تفاصيل دقيقة حول المشاركين على النحو التالي:

  • شكلت النساء نسبة 52% من إجمالي المشاركين.
  • بلغت نسبة الرجال المشاركين 48%.
  • مثل الموظفون الشريحة الأكبر بنسبة تصل إلى 70% من المسجلين.
  • بلغت نسبة الطلاب الملتحقين بالبرنامج نحو 30%.

هذا التوزيع المتوازن بين الجنسين والفئات المهنية والعمرية المختلفة يوضح أن مبادرة سماي نجحت في الوصول إلى أهدافها الأولية بفاعلية.

اقرأ أيضًا: لقاء السيسي ورئيس وزراء السودان: ما خَفيَ عن الكاميرات يكشف مستقبل العلاقات بين البلدين

أهداف وتصميم المحتوى في مبادرة سماي للذكاء الاصطناعي

صُممت المبادرة لتمكين مليون مواطن ومواطنة من المهارات الأساسية التي تتيح لهم استغلال القدرات التحويلية الهائلة للذكاء الاصطناعي، وتهدف بشكل أساسي إلى رفع مستوى الوعي العام بهذه التقنية وتفعيل تطبيقاتها العملية في مختلف بيئات العمل والحياة اليومية، وذلك لتحقيق الاستفادة المثلى من التقنيات الحديثة، مع التركيز بشكل صارم على الجوانب الأخلاقية لضمان استخدامها بشكل صحيح وفعال وآمن، وتسعى مبادرة سماي للذكاء الاصطناعي إلى تزويد المشاركين بالمعرفة والأدوات اللازمة للتعامل مع هذه التقنيات بثقة وكفاءة، مما يجعلهم جزءًا فاعلًا في العصر الرقمي الجديد.

ولضمان تحقيق هذه الأهداف الطموحة، تم تصميم المحتوى التعليمي الخاص بالمبادرة بعناية فائقة ليلبي اهتمامات الفئات العمرية كافة، ويراعي في الوقت ذاته تنوع التخصصات العلمية والمهنية للمشاركين، وقد تم ذلك عبر إقامة شراكات استراتيجية مع جهات تقنية عالمية رائدة، بهدف تقديم مواد تعليمية حديثة ومتطورة تتماشى مع آخر المستجدات في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذا النهج يضمن أن يحصل كل مشارك على محتوى غني وذي جودة عالية، بغض النظر عن خلفيته الأكاديمية أو خبرته المهنية السابقة، مما يفتح الباب أمام الجميع لاكتساب مهارات المستقبل.

اقرأ أيضًا: خطوة بخطوة.. طريقة المشاركة في مزاد اللوحات الإلكتروني عبر منصة أبشر

الدور الوطني لمبادرة سماي في بناء اقتصاد رقمي مستدام

تعتبر مبادرة سماي للذكاء الاصطناعي بمثابة ذراع تدريبية استراتيجية تدعم التوجهات الوطنية الطموحة، حيث تعمل على رفع مستوى جاهزية المواطنين والمواطنات لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بفاعلية ودمجها بسلاسة في تفاصيل حياتهم اليومية وأعمالهم، ويأتي هذا الدور المحوري إدراكًا لأهمية الذكاء الاصطناعي كقوة تحويلية قادرة على دعم الابتكار وتحفيز نمو الاقتصاد المعرفي، فمن خلال تسليح الكفاءات الوطنية بالمهارات اللازمة، تساهم المبادرة بشكل مباشر في تسريع وتيرة التحول الرقمي في البلاد وبناء أسس قوية لمستقبل مستدام.

إن هذا الاستثمار في رأس المال البشري يواكب توجهات المملكة نحو بناء اقتصاد رقمي متين ومتنوع تقوده الكفاءات الوطنية المؤهلة، والتي ستكون قادرة على المنافسة عالميًا، فالمبادرة لا تقتصر على تقديم المعرفة التقنية فحسب، بل تعمل على غرس ثقافة الابتكار وتشجيع التفكير الإبداعي لدى المشاركين، وهو ما يجعلهم قادرين على تطوير حلول مبتكرة للتحديات القائمة والمستقبلية، وبذلك، تضع مبادرة سماي اللبنة الأساسية لجيل جديد من المبدعين والمبتكرين الذين سيقودون مسيرة التنمية في المملكة.

اقرأ أيضًا: رسميًا في 2025.. افتح حساب بنك الخرطوم أونلاين وبكل سهولة من منزلك

وبهذا، لا تمثل مبادرة سماي للذكاء الاصطناعي مجرد برنامج تدريبي، بل هي استثمار استراتيجي في العقل البشري السعودي، وتأسيس لمرحلة جديدة يكون فيها الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من ثقافة العمل والابتكار في مختلف القطاعات، مما يدعم مسيرة التحول الوطني بشكل مباشر وفعال.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. وظائف مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون برواتب مجزية بالرياض