مصر تقود إعادة إعمار الشرق الأوسط.. كيف يمهد ذلك لانطلاقة تاريخية في الصناعة الوطنية

تضخ مجموعة دلمار الصناعية استثمارات بقيمة 5 مليارات جنيه لإنشاء عدد من أكبر المجمعات الصناعية في الشرق الأوسط، في خطوة تهدف إلى توطين التكنولوجيا المتقدمة ورفع الطاقة الإنتاجية في قطاعات الزجاج والكلادينج ودهانات الألومنيوم، بما يعزز دورها كشريك استراتيجي في المشروعات القومية المصرية.

خطة دلمار الصناعية لتوسيع قدراتها الإنتاجية

كشف المهندس محمود هارون، رئيس مجلس إدارة المجموعة، عن خطة استراتيجية بدأت منذ عام 2020 لتحويل دلمار من الاعتماد على السوق المحلي إلى التصدير، حيث تستهدف حالياً توجيه 75% من إنتاجها إلى الأسواق العالمية في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وأفريقيا. وتُعد المجموعة اليوم أكبر مُصدّر لقطاعات الألومنيوم إلى ألمانيا من مصر والشرق الأوسط، مما يعكس الثقة الدولية في جودة المنتج المصري.

أضخم استثمارات لتعزيز الصناعة الوطنية

تتضمن خطة المجموعة التوسعية إطلاق عدة مشاريع صناعية كبرى لزيادة الإنتاج ودعم الصناعات المحلية، وذلك لترسيخ مكانتها كأحد أكبر الكيانات الصناعية في المنطقة. وتمثل هذه المشروعات خطوة استراتيجية لدعم رؤية الدولة المصرية في توطين الصناعة وزيادة الصادرات.

دعم قطاع النقل وتوطين صناعات متقدمة

تساهم المجموعة بفاعلية في تطوير منظومة النقل الذكي في مصر، حيث تورد قطاعات الألومنيوم المستخدمة في مشروعات الأتوبيسات الترددية السريعة (BRT). كما تتعاون مع شركة MCV لتصنيع أتوبيسات خاصة بعلامتي مرسيدس وفولفو في مصر، وتصدير هذه المكونات للأسواق الخارجية. وفي خطوة غير مسبوقة، تعمل دلمار على إنشاء أضخم مصنع لإنتاج الأسطمبات وقطع غيار خطوط سحب الألومنيوم، بالإضافة إلى التعاقد على خط إنتاج سيُستخدم في تصنيع بعض أجزاء الطائرات، مما يعزز مكانة مصر في الصناعات عالية التقنية.

مشاريع قومية كبرى بشراكة مجموعة دلمار

لعبت مجموعة دلمار الصناعية دوراً محورياً في تنفيذ عدد من أبرز المشروعات القومية والمعمارية في مصر، مما يؤكد مكانتها كشريك استراتيجي موثوق. ومن أهم هذه المشروعات:

• مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة مثل حي الوزارات ومجلس الشيوخ والمركز الثقافي الإسلامي.
• مشروعات مدينة العلمين الجديدة ومنها أبراج العلمين والحي اللاتيني.
• مشاريع كبرى لشركات تطوير عقاري رائدة مثل مجموعة طلعت مصطفى وماونتن فيو وسوديك.
• مشاريع تعليمية كبرى مثل جامعة الملك سلمان وجامعة نيو جيزة.
• مشروعات البنية التحتية مثل مشروع القطار الكهربائي السريع (High Speed Rails).

الاقتصاد المصري يستعيد ثقة المستثمرين

أشار المهندس محمود هارون إلى أن الأداء السياسي المتوازن لمصر خلال الأزمات الأخيرة جعلها شريكاً استراتيجياً موثوقاً، وهو ما انعكس على الاقتصاد. فقد قفز الاستثمار الأجنبي المباشر إلى نحو 47 مليار دولار في 2024، مع توقعات بنمو اقتصادي يتجاوز 4.5% في 2026 وفقاً لتقارير دولية. وأكد أن تحسن المؤشرات الاقتصادية يعزز الثقة ويدعم استقرار الجنيه، مما يمهد الطريق لطفرة صناعية واقتصادية كبيرة في السنوات المقبلة.