“حصان طروادة” في الفضاء: جسم غامض يُشعل تحذيرات العلماء بشأن تهديد غير مسبوق للأرض
أثار جسم فضائي هائل وغامض يُدعى “3I/ATLAS” حالة من القلق بين الأوساط العلمية، بعد رصد سلوك غير مألوف له دفع الشبكة الدولية للإنذار من الكويكبات (IAWN) لإطلاق مسبار دفاعي طارئ لمتابعته. ويحذر خبراء من احتمالية أن يكون هذا الزائر الكوني الهائل، الذي يفوق أضخم الأجسام البينجمية المعروفة بألف مرة، بمثابة “حصان طروادة فضائي” قد يخفي وراءه مفاجآت غير متوقعة.
تحذيرات علمية: هل “3I/ATLAS” حصان طروادة فضائي؟
يُعدّ عالم الفيزياء الفلكية البارز في جامعة هارفارد، آفي لوب، من أبرز الأصوات المحذرة من خطورة الجسم “3I/ATLAS”، إذ يصفه بأنه “حصان طروادة فضائي” محتمل، محذراً من أن وجوده بالقرب من نظامنا الشمسي “قد تكون له تداعيات خطيرة على البشرية”. وأشار لوب في تصريحاته إلى أن هذا الجسم، الذي بدا طبيعياً في البداية، قد يخفي وراءه تركيباً أكثر تعقيداً وخطورة، مشبهاً إياه بأسطورة طروادة القديمة.
جسم فضائي عملاق يربك العلماء بسلوكه
تُقدر البيانات الأولية الصادرة عن تلسكوب جيمس ويب الفضائي كتلة الجسم الغامض “3I/ATLAS” بنحو 33 مليار طن، مما يجعله أكبر بألف مرة على الأقل من أي جسم بين نجمي تم رصده في السابق. هذه الكتلة الهائلة، إلى جانب سلوكه غير المألوف، تضعه ضمن أضخم الأجسام التي مرت عبر نظامنا الشمسي على الإطلاق، ما أثار حالة من الارتباك والفضول لدى المجتمع العلمي الدولي.
“البجعة السوداء”: حدث كوني غير متوقع
لم يكتفِ آفي لوب بالتحذير من طبيعة “حصان طروادة”، بل ألمح أيضاً إلى أن مرور “3I/ATLAS” قد يمثل “حدث البجعة السوداء”. ويُستخدم هذا المصطلح في العلم لوصف الظواهر النادرة جداً وغير المتوقعة، والتي قد تكون لها تأثيرات كارثية وواسعة النطاق. وشدد لوب على أهمية اليقظة وتطوير خطة دفاع كوكبية شاملة، لمواجهة أي مفاجآت محتملة قد يحملها هذا “الزائر الكوني” المجهول، واصفاً لقاء البشرية به بأنه “موعد أعمى مع المجهول” قد يكون “قاتلاً متسلسلاً كونياً”.
ناسا تطمئن والشبكة الدولية للإنذار تراقب
في ظل هذه التحذيرات، أكدت وكالة ناسا أنه لا يوجد حالياً أي دليل يشير إلى أن الجسم “3I/ATLAS” يشكل تهديداً مباشراً لكوكب الأرض. وأوضحت الوكالة أن المراقبة المستمرة لهذا الجرم السماوي ستتواصل بدقة عبر الشبكة الدولية للإنذار من الكويكبات (IAWN). تهدف هذه المراقبة الدقيقة إلى فهم طبيعة الجسم وتحديد مساره بدقة أكبر لضمان سلامة كوكبنا من أي مخاطر محتملة.
حملة متابعة مكثفة لتحديد مسار 3I/ATLAS
لتعزيز جهود المراقبة، تخطط الشبكة الدولية للإنذار من الكويكبات لتنفيذ “حملة مذنب” خاصة، والتي ستستمر لمدة شهرين كاملين، بدءاً من 27 نوفمبر 2025 وحتى 27 يناير 2026. تهدف هذه الحملة إلى تحسين قدرات تتبع “3I/ATLAS” واستقصاء جميع خصائصه بدقة متناهية، في محاولة لكشف الغموض الذي يلف طبيعته الحقيقية، سواء كان مذنباً عملاقاً عادياً أو شيئاً أكثر إثارة للجدل.
الغموض مستمر حول طبيعة الزائر الكوني
رغم كل التطمينات الصادرة عن ناسا، لا يزال الغموض يكتنف الطبيعة الحقيقية للجسم الفضائي “3I/ATLAS”. وتستمر التساؤلات العلمية حول ما إذا كان هذا الجرم العملاق مذنباً طبيعياً ذا حجم استثنائي، أم أنه يحمل أسراراً تتجاوز الفهم الحالي لعلماء الفلك. ومع استمرار التلسكوبات الأرضية والفضائية في متابعة كل حركة لهذا الجسم المثير للجدل، تبقى الأنظار شاخصة نحو السماء، في انتظار ما قد يكون أحد أبرز وأكثر الأحداث الفضائية غموضاً في القرن الحادي والعشرين.


 
