لماذا يوقع 23 ألفًا من بينهم هاري وميغان لوقف الذكاء الاصطناعي الفائق: تطورات غير مسبوقة تُكشف لأول مرة

وقع أكثر من 23 ألف شخصية بارزة، من بينهم قادة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلى جانب مشاهير من عالم السياسة والفن، رسالة مفتوحة تطالب بوقف فوري لتطوير الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، المعروف أيضًا بالذكاء الفائق. تأتي هذه الدعوة الملحة بهدف ضمان سلامة البشرية وإخضاع هذه التقنيات لرقابة صارمة قبل المضي قدمًا، محذرين من عواقب كارثية محتملة قد تهدد الأمن الاقتصادي والمدني وحتى وجود الإنسان.

دعوة عالمية لوقف تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق

أطلق معهد مستقبل الحياة (Future of Life Institute) هذه الرسالة التحذيرية تحت عنوان “بيان حول الذكاء الفائق”، وجمعت حتى الآن دعمًا غير مسبوق تجاوز 23 ألف توقيع. يبرز من بين هؤلاء الموقعين أكثر من 3000 شخصية عامة من مجالات متنوعة، ما يؤكد اتساع نطاق القلق العالمي بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي. تطالب الرسالة بحظر تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق إلى أن يتوصل المجتمع العلمي إلى إجماع واسع حول إمكانية تطويره بأمان وتحت إشراف دقيق، مدعومًا بموافقة عامة قوية.

أبرز الموقعين: قادة التكنولوجيا والفن والسياسة يحذرون من مخاطر الذكاء الاصطناعي

ضمت قائمة الموقعين أسماءً ذات ثقل كبير في عالم التكنولوجيا والبحث العلمي والسياسة والفن، ما يعكس أهمية القضية. من أبرز هذه الشخصيات ستيف وزنياك، المؤسس المشارك لشركة أبل، وجيفري هينتون، الحائز على جائزة نوبل والمُلقب بـ”عرّاب الذكاء الاصطناعي”، بالإضافة إلى يوشوا بنجيو، الحائز على جائزة تورينج المرموقة. كما شملت القائمة ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فيرجن، والأمير هاري وزوجته ميجان ماركل، دوق ودوقة ساسكس. وحضر الجانب السياسي بحضور سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي السابقة، بينما مثل عالم الفن نجوم هوليوود مثل جوزيف جوردون ليفيت، والسير ستيفن فراي، والموسيقي ويل آي آم.

المخاوف الجوهرية من الذكاء الاصطناعي العام وتأثيره المحتمل

التحذيرات التي أوردها الموقعون شديدة الوضوح، حيث أكدوا أن تجاهل هذه الدعوة قد يؤدي إلى تبعات وخيمة على البشرية جمعاء. من هذه التبعات:

• فقدان السيطرة الاقتصادية على الموارد والأسواق.
• تقويض الحريات المدنية الأساسية وحقوق الأفراد.
• تهديد مباشر للأمن القومي للدول حول العالم.
• احتمال انقراض البشرية ككل، في سيناريو يعتبره البعض الأكثر خطورة.

تأتي هذه المخاوف من اعتقاد بأن الذكاء الفائق قد يتجاوز القدرات البشرية بشكل كبير، مما يجعل التحكم فيه أو التنبؤ بتصرفاته أمرًا مستحيلًا إذا لم يتم التعامل معه بحذر شديد من البداية.

نحو مستقبل آمن للذكاء الاصطناعي: دعوات للمسؤولية والرقابة

شدد الدكتور يوشوا بنجيو على ضرورة التفكير بمسؤولية عند تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وأكد أن التقدم نحو الذكاء الفائق يتطلب تحديدًا علميًا دقيقًا لكيفية بناء أنظمة غير قادرة على إيذاء البشر، سواء بسبب أخطاء في التصميم الأولي أو من خلال استخدامها بشكل خبيث من قبل أطراف معادية. كما دعا بنجيو إلى إشراك الجمهور بشكل أوسع في عملية صنع القرارات التي ستشكل مستقبلنا المشترك مع هذه التكنولوجيا، مؤكدًا على أهمية الشفافية والمشاركة المجتمعية في هذا التحدي الكبير.

مبادرة غير مسبوقة لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي

على الرغم من أن التحذيرات بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي ليست جديدة، إلا أن هذا البيان يمثل أكبر مبادرة عالمية موحدة حتى الآن. لقد نجح البيان في جمع أطياف مختلفة من المجتمع العالمي، من علماء ومؤسسي شركات تكنولوجية كبرى، إلى صناع قرار ومشاهير، في موقف موحد ضد التسرع في تطوير الذكاء الفائق. هذا التكاتف يؤكد على أن القلق من الذكاء الاصطناعي العام يتجاوز الحدود المهنية والثقافية، ويشكل تحديًا عالميًا يتطلب استجابة منسقة ومشتركة.