رأي شريف عرفة الصريح.. يُثير جدلاً واسعاً حول جوانب لم تُعرف من حياة أحمد زكي

أثار المخرج المصري الكبير شريف عرفة جدلاً واسعاً خلال فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي، بتصريحات مفاجئة حول النجم الراحل أحمد زكي. كشف عرفة أن زكي “لم يكن أباً عظيماً” في حياته الواقعية ولم يصطحب ابنه للمدرسة قط، لكنه أدهشه بقدرته على تجسيد مشاعر الأبوة بصدق نادر على الشاشة، خصوصاً في فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة”.

تصريحات شريف عرفة المثيرة للجدل حول أحمد زكي الأب

خلال جلسة حوارية أقيمت ضمن فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، والتي أدارها الفنان والكاتب عباس أبو الحسن بحضور كوكبة من النجوم مثل يسرا وحسين فهمي وأحمد السعدني ونور النبوي، أدلى المخرج شريف عرفة بتصريحات جريئة حول الجانب الأبوي في حياة النجم الأسمر الراحل أحمد زكي. أكد عرفة أن “أحمد زكي لم يكن أباً عظيماً ولم يحدث أن اصطحب ابنه إلى المدرسة قط”، مشيراً إلى أن المقربين من الفنان الراحل يدركون هذه الحقيقة جيداً. هذه الكلمات فاجأت الكثيرين، وفتحت الباب لمناقشة طبيعة العلاقة بين الفنان وحياته الشخصية، وكيف يمكن أن تنعكس على جمهوره.

تجسيد الأبوة الصادق: فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة”

على الرغم من وصفه لقصور أحمد زكي كأب في حياته الخاصة، شدد شريف عرفة على دهشته البالغة من قدرة زكي الفائقة على تجسيد مشاعر الأبوة الحقيقية أمام الكاميرا. روى عرفة موقفاً لافتاً من كواليس فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة” الصادر عام 1998، حيث أدى أحمد زكي مشهداً مؤثراً وهو يودع ابنته التي تلتحق بكلية الطب. بدا زكي في هذا المشهد فخوراً وسعيداً وكأنه يعيش لحظة واقعية لا تمثيلاً، وهو ما أدهش المخرج بشدة. أوضح عرفة أن تلك اللقطة كشفت عن جانب خفي من إحساس الفنان الكبير، مؤكداً أنه كان يعيش الشخصية بصدق نادر، مما جعل المشاهدين يصدقون المشهد لأنه كان حقيقياً تماماً. هذه التفاصيل تلقي الضوء على عبقرية أحمد زكي في تقمص الأدوار.

رحلة “اضحك الصورة تطلع حلوة”: من الفكرة إلى إطلاق جيل جديد

تحدث شريف عرفة أيضاً عن خلفية إنتاج فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة”، موضحاً أنه جاء كتحول بعد سلسلة من أعماله الجادة والعميقة مثل فيلم “طيور الظلام”. كان عرفة يشعر بحاجة لتقديم عمل سينمائي بسيط يعيد البسمة للجمهور، فعرض الفكرة على الكاتب الراحل وحيد حامد، الذي شاركه الحلم ليثمر أحد أبرز الأفلام الاجتماعية في تاريخ السينما المصرية. لم يكن الفيلم مجرد عمل فني ناجح فحسب، بل كان أيضاً نقطة انطلاق لجيل جديد من النجوم. كشف عرفة أنه قدم النجمة منى زكي في بداياتها الأولى من خلال هذا الفيلم، كما اكتشف موهبة كريم عبد العزيز الذي قدمه له المخرج مروان حامد حين كان يعمل كمساعد مخرج. أكد عرفة أنه أدرك من اللحظة الأولى أن الفنان كريم عبد العزيز يمتلك طاقة فنية استثنائية، مما يؤكد بعد نظره في اكتشاف المواهب.

أصالة الأداء تتجاوز الحياة الشخصية: سر عبقرية أحمد زكي

في ختام حديثه، أكد شريف عرفة أن النجم أحمد زكي، رغم ما وصفه بـ “قصوره كأب في حياته الواقعية”، كان يمتلك قدرة فريدة على “عيش الأبوة بكل صدق أمام الكاميرا”. شدد عرفة على أن الناس صدقت المشهد الذي جسد فيه دور الأب الفخور لأن أحمد زكي لم يكن يمثل بل كان يعيش اللحظة بكل جوارحه. هذه القدرة على التماهي مع الشخصية وإضفاء الصدق عليها هي ما يميز الفنانين الكبار وتجعل أعمالهم خالدة في ذاكرة الجمهور. تعتبر هذه التصريحات بمثابة شهادة قوية على عبقرية أحمد زكي التمثيلية التي تتجاوز أي انتقادات شخصية.