لماذا لم تتشكل بعد؟.. قوة دولية في غزة تواجه تحديات غير متوقعة

تؤكد الحكومة الفرنسية اليوم الأربعاء أن حركة حماس تستعيد نفوذها في قطاع غزة، وهو ما يدفع إلى دعوات دولية عاجلة لتطبيق إجراءات أمنية جديدة وإعادة هيكلة حكم القطاع. يأتي هذا في وقت حرج، حيث تُبذل جهود دبلوماسية أميركية مكثفة لترسيخ خطة الرئيس ترامب لوقف إطلاق النار، التي دخلت حيز التنفيذ مؤخراً، في ظل تحذيرات من ضياع فرصة نزع سلاح الحركة خلال أشهر قليلة، فيما يواجه الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون لضم الضفة الغربية.

تحذيرات دولية بشأن نفوذ حماس وتحديات نزع السلاح

أبدت الحكومة الفرنسية، اليوم الأربعاء، رؤيتها بأن حركة حماس تعمل على استعادة سيطرتها في قطاع غزة، مشددة على ضرورة تطبيق “عاجل” لإجراءات تستهدف استعادة الأمن في القطاع الفلسطيني وتنظيم آلية حكمه. تأتي هذه التصريحات في خضم تحذيرات سابقة من وزير الخارجية الأميركي الأسبق مايك بومبيو، الذي نبه إلى أن النافذة الزمنية المتاحة لنزع سلاح حركة حماس وبناء “نموذج أمني جديد” لإسرائيل وقطاع غزة قد تغلق خلال بضعة أشهر فقط، مما يبرز حجم التحدي في مسار تثبيت وقف إطلاق النار.

جهود واشنطن الدبلوماسية لترسيخ صفقة غزة

تضغط واشنطن بقوة لإنجاح صفقة غزة، التي أعلن عنها الرئيس ترامب في 29 سبتمبر 2025 بخطة من عشرين نقطة، ودخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر من نفس العام، كحجر زاوية لسياسته الخارجية في ولايته الثانية. يواصل الوفد الأميركي رفيع المستوى، بقيادة نائب الرئيس جي دي فانس، ومعه جاريد كوشنر، صهر ترامب، والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، محادثاتهم المكثفة في إسرائيل. تهدف هذه الزيارات الأميركية إلى إنقاذ اتفاق غزة وتذليل العقبات أمام المراحل المقبلة من خطة ترامب لوقف إطلاق النار في القطاع، في إطار استنفار دبلوماسي أميركي واسع.

تحديات نزع سلاح حركة حماس

يمثل نزع سلاح حركة حماس أحد أبرز التحديات المعقدة في المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترامب لوقف إطلاق النار في غزة. تواجه هذه العملية سلسلة من الصعوبات الميدانية، نظراً لغياب آلية تنفيذ واضحة وواقعية.
* **تقديرات عسكرية:** تشير تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وفقاً للقناة 12 الإسرائيلية، إلى أن حركة حماس لا تزال تمتلك مئات الصواريخ، بعضها متوسط المدى، القادرة على الوصول إلى مناطق في وسط إسرائيل. هذه القدرات الصاروخية تعقد مساعي نزع السلاح بشكل كبير.
* **مطالب إسرائيلية:** أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “المطلوب هو عزل واستئصال حركة حماس بالكامل” في قطاع غزة، مشيراً إلى استمرار المحادثات مع واشنطن حول تطبيق المراحل المقبلة من خطة ترامب.

تطورات إقليمية وقضائية مؤثرة

في سياق متصل، شهدت الأيام الماضية عدة تطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي:
* **موقف العدل الدولية من الأونروا:** صرحت محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة قانونية تابعة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء بأن إسرائيل ملزمة بدعم جهود الإغاثة التي تقدمها الأمم المتحدة ووكالاتها في قطاع غزة، بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). جاء ذلك بعدما لم تتمكن إسرائيل من إثبات صلة موظفي الأونروا بحماس، وهي تهمة كانت قد أثرت على تمويل الوكالة.
* **الكنيست يقر مشروع قانون ضم الضفة الغربية:** أقر الكنيست الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، مقترح قانون ضم الضفة الغربية في قراءة تمهيدية، في خطوة تحمل تداعيات جيوسياسية واسعة على المنطقة.
* **مباحثات مصرية إسرائيلية:** كشف مصدر فلسطيني لـ”سكاي نيوز عربية” أن اللقاء الذي جمع مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد مع القيادة الإسرائيلية بشأن غزة شهد “خلافات في وجهات النظر”، مما يشير إلى تعقيدات في جهود الوساطة الإقليمية.